مفهوم المساعدة الذاتية لأسر الناقهين من الإدمان
لقد أثبتت جماعات مساعدة الذات نجاحها في جميع دول العالم ويزداد اتساع دائرة نشاطها ونجاحها خاصة في المشاكل التي يصعب علي الفرد إيجاد من يساعده علي حل مشكلته خاصة بعد أن يهجره أصدقاؤه كمشكلة الإدمان ..
وجماعات مساعدة الذات تتكون من أعضاء تواجههم مشكلة واحدة أو احتياج واحد أو معوقات واحدة وتهدف إلى التوحد في التغلب علي هذه المشكلة وإحداث تغيير اجتماعي أو شخصي في اتجاه حل هذه المشكلة .. وأيضا في مجتمعاتنا فان حجم الجهد الحكومي المتوقع أو الخاص من الصعب عليه أن يفي باحتياجات حل مشكلة الإدمان مع اتساع دائرتها والنسبة العالية للانتكاس مما يعرقل التوسع في خطط العلاج لارتفاع تكلفته .. وجماعات مساعدة الذات هذه تقدم المساعدة من خلال مجهودات أفرادها وخبراتهم وعلمهم واهتمامهم بحل مشكلتهم .
أهدافها :
ويكون هدف هذه الجماعات لمساعدة الذات هي مساعدة هذه الأسر في كيفية التعامل مع مشكلة الإدمان وتحسين علاقتهم بأبنائهم ورفع كفاءة هؤلاء الآباء في مواجهة هذه المشكلة ومساعدتهم في التعامل مع الاضطراب الذي يسببه إدمان أبنائهم ثم مساعدتهم لأبنائهم في مواجهة مشاكل فترة النقاهة .
إن اجتماعات مساعدة الذات تكمل عمل المؤسسات والمستشفيات العلاجية في دعم استمرار الناقهين من الإدمان في طريق خلاصهم من مشكلة الإدمان
وهذه الجماعات ليس من واجبها أو المتوقع منها أن تقدم العلاج النفسي الجماعي ولكن هدفها هو :
1 - اتساع دائرة شبكة العلاج مما يؤدي إلى تضيق المسافة والفجوة بين المعالجين وأسرة المدمن ..
2 - تشجيع الآباء على تحمل مسئولية متابعة علاج أبنائهم ومساعدة القائمين علي العلاج في المرور بهدوء من فترة النقاهة
3 - إن جماعات الآباء لمساعدة الذات تؤدي إلى التغلب علي مشكلة عدم قدرة المعالجين علي معرفة مصير علاجاتهم ، والمتغيرات التي قد تؤدي إلى انتكاس المدمن وعرقلة استمراره نظيفا بعد العلاج وذلك يساعد المعالجين في تفهم المشكلة ووضع طرق جديدة أو متغيرة للتغلب عليها من منطق دراسي سليم وليس بناء على تفهم غير سليم للمشكلة ككل ..
4 - ازدياد اهتمام الأسرة بالمدمن يقلل من الانتكاس الذي يزيد تدهور العلاقة الأسرية ويؤدي إلى تصدعات جديدة في الثقة المتبادلة ،ويفقد الأسرة الأمل في علاج المدمن ..
5 - تهدف هذه الجماعات من خلال ارتباطها بمؤسسة علاجية إلى دعم العلاقة بين الآباء وأبنائهم من خلال إعادة تشكيل العلاقات في الأسرة وحل المشاكل والانفعالات التي أدت أو تسببت فى مشكلة تعاطي الأبناء للمخدرات .
ممن تتكون هذه الجماعات ؟
تتكون هذه الجماعات في الأماكن الموبوءة فهناك أحياء بالقاهرة وبعض المدن الأخرى ينتشر بها الإدمان ومجرد صراخ الأسرة لحل مشاكلهم بالوسائل الأمنية لن يمنع هذه المشكلة من الانتشار ولكن جهودهم وجهود الأسر الأخرى التي تعاني نفس المشكلة هي التي تؤدي إلى النتائج المرجوة وتكون هذه الجماعات من أسرتين فأكثر من أسر الناقهين من علاج الإدمان أو ممن أدمن أبناؤهم ويساعد هذه الجماعات معالج استشاري طبيب وأخصائي نفسي أو اجتماعي مدرب علي قيادة الجماعات وعلاج الإدمــان.
ما هو دور المعالج ؟
يكون دور المعالج الاستشاري هو تكوين هذه الجماعات لمساعدة الذات من بعض الشباب الذين عولجوا من تعاطي المخدرات .. ويمكن عقد هذه الجلسات في المستشفيات أو المؤسسات العلاجية أو الوحدات الدينية والمدرسية التي تتولى هذا البرنامج .. ويقوم المعالج الاستشاري بتحضير برنامج هذه الاجتماعات علي أن يشمل اللقاء الأول أسئلة محددة لإثارة وتشجيع هذه الأسر علي العمل معا ومن هذه الأسئلة :
1 - ما هي نظرة كل منهم للمشكلة وما يتوقعه من مساعدات من هذه المجموعة لمساعدة الذات ؟ وما هو المتوقع منه تقديمه للمجموعة ؟
2 - هل سبق له محاولة التعاون مع أسر مجاورة في السكن تعاني من نفس المشكلة وماذا كان نتاج هذا التعاون ؟ .
3 - ما هو تأثير وجود مدمن في الأسرة علي أخوته ؟
4 - ما هي اهتماماتهم وأسئلتهم التي يرغبون في التعرف عليها من خلال المجموعة؟
كما يجب أن تشتمل الجلسة الأولي للقاء هذه الجماعة علي الآتي :
العلاج النفسى جزء أساسى لعلاج الإدمان
أولا : التعارف بين أعضاء الجماعة ويفضل أن يتم التعارف بالاسم الأول فقط وقد يسمح لأي فرد من المجموعة بأن ينادي بأي اسم غير اسمه إذا رفض ذكر اسمه الحقيقي ..
ثانيا : مناقشة الأهداف والطموحات للمجموعة وما يمكن البدء بعمله ..
ثالثا : الاتفاق علي أهمية سرية ما يتبادلونه من معلومات عن الأسر الأخرى وعدم التحدث عن أسرار الأسر الأخرى خارج هذه اللقاءات كما لا يسمح بالحديث عن مشاكل من غاب عن اللقاء من الأسر وعدم إفصاح كل من الأسر عن أسرارهم التي يمكن أن تدل علي عائلاتهم أو أقاربهم أثناء هذه اللقاءات ..
رابعا : أن يقوم المشرف العلاجي للمجموعة بتقديم مشكلة الإدمان من كافة جوانبها لهذه الأسرة ومراحل النقاهة ومشاكلها حتى يتفهم هؤلاء الآباء والأمهات أبعاد هذه المشكلة ويمكنهم ذلك من الحوار البناء أثناء هذه اللقاءات ..
خامسا : أن يتم الاتفاق علي المواعيد الجديدة للقاءات ، وأن تتولى إحدى الأسر بالتناوب إحضار بعض من المرطبات مما يجعل اللقاء أسريا تعاطفياً ويساعد تلك الأسر علي الاندماج... ويمكن عقد هذه اللقاءات في أي مكان يتفق عليه ما عدا منازل هذه الأسر .. إنه من الضروري أن يقوم المعالج الاستشاري بدعم هذه المجموعات وذلك بإدارة الحديث في هذه اللقاءات وتنشيط اللقاء وإتاحة الفرصة لهذه الأسرة علي النقاش المفتوح غير المحدد بأسلوب علاجي محدد وتشجيع التلقائية علي أن يضع في اعتباره دائما أهمية دعمه مجهود هذه الأسر وتزويدهم أثناء هذه الجلسات بالمعلومات وتعليمهم طرق مواجهة المشاكل المختلفة من خلال ضيوف محاضرين أو من خلال مطبوعات توزع عليهم وتوضح طرق الوقاية خاصة لأخوة هؤلاء المدمنين الذين يكونون عرضة لمشكلة الإدمان حيث ترغب هذه الأسر دائما في التعرف علي الطرق الصحيحة لعلاج المشكلة كى تمنع صغار أبنائهم من تقليد اخوتهم الذين أدمنوا نتيجة ضغوط جماعات الإدمان المحيطة بالأسرة والتي قد تمارس نفس هذه الضغوط علي باقي أفراد الأسرة من الشباب الصغير كما أن علي المعالج أن يوجه هذه الأسر إلى المشاركة في الجهد الاجتماعي المبذول لمواجهة مشكلة الإدمان ليخلق بداخلهم الحماس للتقدم وتحقيق أهداف هذه الجماعة .