وهناك حقائق يجب معرفتها في النهاية عن علاج الرغبة والإلحاح في العودة للمخدرات والإدمان وهي:
1 - إن الإلحاح والرغبة في العودة للإدمان مشكلة ناتجة من طول تأثير الإدمان علي الجهاز العصبي .
2 - إنه لتجنب إلحاح هذه الرغبة للعودة للإدمان يجب تجنب الأشخاص والأماكن التي ارتبطت في مخيلة المدمن بإدمانه السابق .
3 - إن من توقف عن الإدمان يجب عليه تجنب استعمال عقاقير أو بدائل ولو مؤقتة. إن ذلك هو خطأ فادح يجب تجنبه لأن استعمالها يؤدي إلى عودة الإلحاح إلى المادة التي سبق إدمانه عليها .
4 - إن التعرض إلى مواقف الإلحاح والرغبة في العودة للإدمان بدون حدوث العودة للإدمان يؤدي تدريجيا إلى ازدياد الإرادة وكلما أدرك الإنسان هذه المواقف وامتنع عنها ازدادت محصلة الإرادة .
5 - وأن لذلك فإن الامتناع عن الحصول علي الأحاسيس المصاحبة للإدمان مثل النشوة الشديدة أو الكسل الشديد هو العامل الأكبر لانعدام تأثيرها السلبي .
6 - إن العودة إلى صداقات قديمة بعد مدة من الامتناع عن الإدمان مثل صديق قديم أو جار قديم ارتبط بالإدمان ولم يحسم الإنسان علاقته به ولم يدرك ذلك الصديق موقف المدمن من إدمانه قد يكون ذا تأثيرات سلبية في استمرار توقف المدمن عن التعاطي ويجب الحذر في هذه المواقف والمبادرة بإظهار حقيقة توقفك عن الإدمان حتى لا يكون له تأثير يذكر على من ازدادت إرادته وامتنع عن العودة للمخدرات .
7 - إن الرغبة والإرادة للتوقف عن الإدمان تحتاج إلى صداقات جديدة وتعلم طرق جديدة للحصول علي الاسترخاء والاطمئنان والتمتع بالحياة بالطرق الصحية وكيفية التمتع بأن يكون الإنسان فردا منتجا وناضجا وذلك كله يؤدي إلى انعدام تأثير الإلحاح والرغبة فى العودة إلى الإدمان . إن الإرادة الحقيقية تنمو مع الأيام من العمل ومع الصحبة الطيبة ومن مساعدة الآخرين .
8- قد تغلبك الرغبة والإلحاح في العودة للإدمان .. إذا حدث ذلك عد فورا لسابق انقطاعك عن المخدرات والي إرادتك السابقة . إن الانزلاق إلى المخدرات قد لايعنى فشلك وضياع جهدك السابق ولكن هو توقف في طريق النجاح .. عد فورا إلى طريق نجاحك في مواجهة الإلحاح والرغبة للعودة للإدمان وتعلم من ذلك ما يحميك من تكرار هذه الزلات مرة أخرى .
9-رغم أن إلحاح الرغبة للعودة للإدمان هو أحد مضاعفات مرضي الإدمان إلا أنه يبقي أن نقول لك إنه اختيارك المحض أن تكون صحيحاً أو لا تكون بالمرة . إما أن تأخذ خطواتك في طريق الانتهاء من هذا المرض أو أن تظل أحد ضحاياه حتى تنتهي صحيا ونفسيا واجتماعيا وماديا وأدبيا .
تجنب هذه المواقف :
1 - أن تكون في مكان يباع فيه أو يتم تداول المخدرات أو حيث يجلس المدمنون 2 - تجنب المواقف السلبية مثل الغضب والكآبة والوحدة والخوف .
3 - تجنب الإحساس باللذة مع أي دواء عادي .
الغضب والتوتر يسبب سرعة الانتكاس للإدمان
4 - تجنب الاستماع أو قراءة القصص التي تؤدي فيها المشاكل بصاحبها إلى الإدمان.
5 - تجنب الآلام الجسدية وخذ النصيحة الطبية السليمة فور حدوث تلك الآلام .
6 - تجنب وجود مال كثير فى يدك حاول أن تستغل أموالك في الاستثمارات المختلفة.
7 - تجنب الاطمئنان إلى أنك قد انتهيت من إدمانك وأنه يمكنك أن تتمتع بالمخدرات مرة أخرى مؤقتا باعتقاد أنها لن تؤثر عليك مرة أخرى فإن ذلك خطر وخطأ عظيم.
كيف نواجه المشاكل والأوقات العصيبة بدون تعاطي المخدرات
إننا جميعا نواجه مشاكل الحياة بقوة الإرادة والتصميم على اجتياز المحن غير أن أولئك الذين تركوا الإدمان حديثا يضطربون بشدة لأقل توتر أو لأقل مشكلة ويظهر ذلك في زيادتهم لجرعة المخدر أو تغيير نوع المخدر لنوع أشد تأثيرا ومعنى ذلك أن إرادتهم قد تضعف سريعا في مواجهة المشاكل في الفترة الأولى بعد التوقف عن الإدمان إن ما يحتاجه الناقهون من الإدمان في هذه الفترة هو التخطيط الجيد والمساعدة السليمة
إن ما يحتاج إليه هؤلاء الناقهون هو الحد من التوترات والحد من مضاعفات مواقف معينة وذلك بتغيير استجابتهم لهذه المواقف
ولذلك سوف نناقش مشاكل الأوقات العصيبة وكيفية الاستعداد لها وهذه المواقف منها ما هو بسيط مثل( يجب أن أنجح هذا العام) ومنها ما هو حيوي ( ماذا أفعل لكي تعود زوجتي للمنزل)0 ولكي نبحث هذه المواقف وكيف نستعد لها يجب أن نجيب عن عدة أسئلة منها:
1- معرفة حقيقة المشكلة ودرجة الاهتمام بها
2- المعرفة الكافية بدقائقها وكيفية الحصول على معلومات تساعد على تفهمها
3- كيف أحصل على مساعدة أهل الخبرة بصفة خاصة .
4- وقد تحتاج إلى معلومات
5- يجب أن يتخير الإنسان الأولويات من الاحتياجات والمشاكل لخوضها ووضع حلول لها ولتحقيق ذلك يجب أن تكون الآمال والأحلام قليلة وواقعية حتى يمكن تحقيقها والانتقال لغيرها
أما إذا تنوعت الأحلام والطموحات والعقبات والمشكلات فأن ذلك يؤدى إلى تشتت الإنسان بينها ويصل إلى تحقيق لاشيء من كل شيء
وفي النهاية فان كلا منا يحتاج إلى دعم الآخرين له، ويحتاج للإصغاء لمن هم أكثر حكمة منه لآرائهم وأخذ مشورتهم ومساعدتهم والاعتماد عليهم مؤقتا في المواقف العصيبة
إن جماعة الناقهين من الإدمان يجب أن يتدارسوا فيما بينهم وبين أنفسهم وفيما بينهم وبين الطبيب المعالج لهذه المشاكل ولمناقشة هذه المشكلة هناك عدة نقاط هامة حتى تصل جلسة التدريب هذه لنتائج إيجابية:
أولا: توضيح وجود مثل هذه المشاكل التي تواجههم في فترات النقاهة من واقع خبراتهم ومن خلال ذلك تخرج المجموعة بموعظة من كل هذه المشاكل كدرس لمستقبلهم
ثانيا: ما يجب على كل منهم عمله مع الأزمات والمصاعب وتختلف المشاكل التي قد تناقشها مجموعة من الناقهين عن غيرهم - ولذلك يجب تسجيل كل ما يدور في هذه الاجتماعات لكي يستبصرها أفراد هذه الجماعة لإضفاء قوة جديدة لهم أو لتذكيرهم بأهمية الوقاية منها
ثم أن أكثر هذه المشاكل التي تواجه الناقهين هي إحساسهم بأنهم ضحية لمفاهيم وأفكار خاطئة ولتربية غير سليمة وتبدأ مبادئ الانطواء بعيدا عن المجتمع كنوع من التأنيب النفسي ويبدأ العداء للعالم أجمع
أن مناقشة هذه المشاكل وطرق حلها يأتي من خلال ثلاث طرق:
1- سرد مشاكل حدثت في الواقع لأحد الناقهين الذين تعرضوا لضغوط أدت إلى العودة للإدمان وكيف أمكنهم بعد ذلك التغلب عليها وطرق بناء دفاعات بالشخصية لكل من هذه المشاكل
2- عن طريق المناقشة مع جماعة الناقهين لمراجعة هذه المشاكل وكيف يتسنى لكل منهم التغلب عليها 00 وهذا قد يكون أيضا أسلوبا مفضلا للبعض حيث تدرك المجموعة حقيقة حجم المشكلة من زملائهم
3- قد يحتاج الأمر إلى وجود نماذج حية لهذه المشاكل يتم نقاشها فتأخذ شكل النقاش الجماعي مع سرد لحالات حية من المجموعة المعالجة أو من المعالج لهم
ويجب على المعالج كتابة كافة الاقتراحات التي تطرحها الجماعة لعلاج مشاكلها كلها وكتابتها إما على هيئة مجلة حائط أو على هيئة ورقة مطبوعة بعد الجلسة
ويجب أن يكون من أولويات تلك الحلول:
أولا: أن يستمر الناقهون أنقياء بدون العودة للادمان
ثانيا: كيف يمكن لكل منهم تخطيط حياته بكل وسيلة تمكنه من الإقلال من وحدته ونبذه لنفسه
ثالثا: كيف يمكن لكل منهم أن يلتقي ويتصادق مع أناس طيبين ذوي خلق ومبادئ حتى لو احتاج منهم الأمر للإلحاح في طلب هذه الصداقات
إن دور الجماعة المعالجة ليس فقط بحث هذه المشاكل والمساعدة في وضع حلول لها ولكن قد يحتاج الناقهون لمساعدة خارج المجموعة مثل أن تجد المساعدة اللازمة لبعض من تدهورت حالتهم المالية من خلال بعض المؤسسات الاجتماعية وقد يحتاج الناقهون لجلسات متابعة وعلاج أسري لمساعدته في تقبل الأسرة له وازدياد اطمئنانها به إن أيجاد مكان يلتقي فيه بأصدقاء متدينين ذوي خلق في ناد يتبع العيادة المعالجة أو فى مسجد أو فى أى مكان عبادة
تلك هى طرق المساعدة لمجموعة الناقهين لكي يخرجوا من قبضة جماعات الاتجار كما أن هناك مشاكل أخرى كثيرة تحتاج من الفريق المعالج إلى وضع خطط طويلة المدى وقصيرة المدى لما قد يصعب حله حتى يكون تأثير هذه الجماعات العلاجية لها تأثيرا واقعيا.
الأسرة ورعاية الناقهين من الإدمان
حدثنا في جزء سابق عن أهمية التخطيط والإعداد الجيد لمتابعة المدمن أثناء فترة النقاهة وسوف نتحدث في هذا الفصل عن مراحل النقاهة وما يحدث أثناءها من متغيرات في الأسرة تجاه المدمن ،ومن المدمن تجاه الأسرة وذلك الحوار المستمر حديثا أو صمتا مما يؤثر سلبا أو إيجابا علي هذه الفترة وسوف نقدم بعض الخطط والأفكار التى تساعد تلك الأسر علي عبور فترة النقاهة .
وفي كافة المجتمعات لكل فعل رد فعل وكلما كان المجتمع ناضجا استطاع الفرد بالمنطق الواعى في الثقة الآخرين تلك الفكرة البسيطة هي قالب العلاج الأسري. وقد أظهر الباحثون في مجال الإدمان اهتماما متزايدا بالأسرة وكيف يمكن أن تكون السبب في أن يبدأ أحد أفرادها ويستمر في طريق الإدمان لذلك فإن أي خطة يجب أن تشتمل علي تدعيم الأسرة وعلي مساعدتها في تفجير الطاقات المتوفرة بداخلها والتي يمكن توجيهها وتطويعها حتى يتخلص أفرادها من مشاكل الإدمان وهذه المساعدة رغم كونها ليست علاجا نفسيا إلا أنها تهدف إلى علاج الاضطراب والتوتر الذي يصيب الأسرة أثناء تحول المدمن من التعاطي إلى الإقلاع عن التعاطي
وعندما ما نبحث هذه المشاكل التي تحدث أثناء فترة النقاهة من الإدمان في الأسرة نجدها كالآتي :
1 - عدم الثقة :
تثير تصرفات المدمن عادة معاني لا تثيرها نفس التصرفات إذا صدرت من شخص آخر موثوق فيهومن المستحيل في هذه الفترة من النقاهة أن تخفي الأسرة عدم اطمئنانها من بعض التصرفات التى قد تحدث فمثلا في حالة طلب المال عند نفاذ ماله قد تشك الأسرة بأنه عاد إلى التعاطي أو عندما يغلق على نفسه الباب لمدة طويلة، أو عندما يتأخر في العودة للمنزل مساءً .
2 - الحماية الزائدة :
تحدث في بعض الأسر القلقة من حيث أنهم يعاملون الناقهين من الإدمان بتدليل خوفا عليهم وتصل هذه المعاملة أحيانا إلى حد عدم تحميلهم مسئولية وقد يكون هذا السلوك امتدادا لسلوك مماثل قديم قد يكون هو السبب في إدمانه منذ البداية ومسببا لاستمراره
3 - توقعات غير واقعية من الأسرة :
بعض الأسر في فترة النقاهة تريد نسيان الماضي وتعتبر أن المشكلة قد انتهت وأن العلاج كان ناجحا شافيا أدي إلى زوال المشكلة إلى الأبد.. ومن هنا قد تهمل الأسرة الاهتمام بمتطلبات فترة النقاهة وما تحتاجه هذه الفترة من دعم من الأسر وقد تنظر الأسرة إلى عودة المدمن للإدمان مرة أخري بنظرة شديدة الألم أو قد ينكرون ذلك مع إهمالهم للمريض .
4 - معايرة المدمنين :
أشياء كثيرة تثير الأسرة ضد المدمن وتدفعها للتخوف منه، منها ارتكابه لجرائم أو تصرفات مخلة بالأصول والآداب الاجتماعية أثناء فترة إدمانه وقد تعايره الأسرة بهذه الأشياء إذا لم يتحول بعد شفائه إلى الطاعة العمياء لهم كقولهم له : مين اللي صرف علي بيتك وأنت عيان أسمع الكلام أنت عايز تضيع الدنيا ذي ما ضيعتها قبل كده .. ياما استحملنا فضايحك !! .
5 - قد يشكل شفاء المدمن خطرا علي أحد أفراد الأسرة :
قد يعاني فرد آخر من أفراد الأسرة من الإدمان فتشكل توبة المدمن وشفاؤه من التعاطى إحساسه بالخطر أو قد يكون أحد أفراد الأسرة قد بدأ يحظي باهتمام الأب والأم ويخشي مشاركة أخيه الذي هجر الإدمان اهتمام الأسرة. ولإحساسهم بالتهديد فإن أولئك الأفراد قد يسببون المشاكل لأقاربهم من الناقهين من الإدمان .
6 - قصور العلاقات بين الأسرة والمجتمع :
يحدث نتيجة لطول إدمان المدمن وما يسببه من عار علي الأسرة أن تنقطع علاقتها بالأصدقاء والجيران والأهل أو أن تكون أصلا منقطعة وضئيلة ،ومن هنا يكون القصور فيما يحتاجه الناقهون من الإدمان من التمتع بممارسة علاقات اجتماعية وتكوين صداقات جديدة وتوفر الأصدقاء والأقارب الموثوق فيهــم .
كل تلك الظروف قد تشكل انعكاسات سلبية علي شفاء المدمن بادعاء عدم وجود الدعم الكافي له أثناء فترة النقاهة ،وهروبه من تحمل مسئولية نفسه، ذلك أن هذه السلبيات هي جزء من المشاكل طويلة المدى التي أدت جزئيا إلى حدوث مشكلة الإدمان والتي يجب أن تؤثر عليها متطلبات فترة النقاهة فتغيرها للأحسن. ومن المفهوم والمتوقع أن يحدث هذا التغير تدريجيا ،وعلي سبيل المثال فأن طريقة النقاش داخل الأسرة يجب أن تتغير إلى البعد عن الانفعال وتعلم النقاش المبني علي المنطق وبناء جسور جديدة من العلاقات المتقاربة ، وقضاء أطول وقت مع الناقهين من الإدمان مع تجنب ما قد يحدث نتيجة لطول فترات القرب من ملل وتوتر .
إن تغيير أجواء العلاقات داخل الأسرة ووجود دوافع الاهتمام منها وعدم انعكاس الخلافات بين الأب والأم وأفراد الأسرة علي العلاقة مع الناقهين يجعلهم يدركون مدي ما تبذله الأسرة بصدق أثناء هذه الفترة مما يدفعهم إلى مراجعة ذلك السلوك المعادي المستمر ويتيح الفرصة لبناء علاقة جديدة وفهم متطلبات فترة النقاهة لهذا الفرد المحبوب بين أفراد الأسرة .
إن فترة النقاهة من الإدمان تتطلب اجتماعات مع الأسرة أو مع أسر الناقهين في جماعات وتشتمل هذه الاجتماعات علي بعض أفراد الأسرة وذلك أن اجتماع الأسرة مع المعالجين يعطي للناقهين الإحساس والثقة في رغبة الأسرة في مساعدتــه
إن تلك المشاركة توطد من أواصر الثقة والصداقة والمحبة داخل الأسرة وتساعد علي تحقيق أماني وأهداف أساسية داخل تلك الأسرة ويجب أن تشتمل هذه الاجتماعات علي نقد ذاتي ذلك النقد الذي سوف يجيب علي أسئلة محدودة مثل
هل يمكنهم أن يكونوا شيئا جديدا أم أنهم سوف يظلون نفس أسر الماضي بمشاكلها القديمة ؟
وهل هم يتهربون من المشكلة وبدلا من البحث عن الحل فإنهم يوجهون الاتهامات لبعضهم البعض ؟؟
كيف الانتهاء من مظاهر الإسراف في التعلق العاطفي أو القهر والانتهاء من أي مظهر من مظاهر التعاطي داخل الأسرة لأي نوع من العقاقير ؟؟
إن بعض الأسر قد تحتاج للعلاج الأسري نتيجة لوجود اضطراب في ديناميات هذه الأسر غير أن كثيرا من هذه الأسر يحتاجون فقط إلى إعادة تشكيل لعلاقاتهم مع أفراد أسرهم .
كما أنه يجب وضع هذه المفاهيم في الاعتبار :
1 - إن الأسرة هي أنظمة حياتية وإن أي تغيير جذري في حياة أي فرد من أفرادها يؤثر علي باقي أفراد الأسرة .
2 - إن الناقهين من الإدمان يبادرون بإظهار تغيير إيجابي تجاه علاقتهم بباقي أفراد أسرهم غير أن باقي أفراد الأسرة لا يظهرون تحولا سريعا مماثلا تجاه هؤلاء الناقهين ذلك أن أفراد الأسرة قد اعتادوا علي النمط المضطرب للمدمن في حياته وخاب أملهم معه عدة مرات في الماضي مما يجعلهم غير قادرين علي الهروب مما سبق وتعودوا عليه من أنماط سلوكية 0ولذلك يلزم أن يبادر كل أفراد الأسرة بوضع علاقته مع الناقهين موضع الدراسة والتغيير مع المتطلبات الجديدة للعلاج في هذه الفترة
3 - يجب أن تتعلم الأسرة متطلبات هذه المرحلة وآلامها وتلك المشاكل التي تواجه الناقهين حتى تكون تلك المساعدة إيجابية
4 - لذلك يجب علي أفراد الأسرة التغيير بصدق والبدء في التعامل معا بصفة جماعية ناضجة .
5 - علي الناقهين أن يدركوا أن العلاج من الإدمان هو مشكلتهم الشخصية وأن مشاركة الأسرة أو عدم مشاركتها لهم في جهودهم للعلاج من الإدمان هو أمر متروك للأسرة غير أنهم وهم يواجهون الواقع يجب عليهم أن يقدموا لأسرهم ما يثبت عزمهم علي التغيير وألا يكون هروبهم للإدمان مرة أخري هو مجرد إيلام للأسرة وصراع معها . ذلك أن احتياج الناقهين من الإدمان للاحترام من الآخرين والتمتع بالنضوج والإبداع في الحياة يجب ألا يشغلهم عن أي صراع آخر .. وإن طلبهم المساعدة من أفراد أسرهم في فترة النقاهة هو ما يدفع أسرهم إلى مساعدتهم
6 - إن تماسك الأسرة وإصرارها المستمر علي القضاء علي مشكلة الإدمان في أحد أفرادها هو أمر لاغني عنه قال تعالي : (وليخْشَ الذينَ لوْ تَركُوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافُوا عليهِم فلْيتقوا الله) صدق الله العظيم
منقول