التخطيط للمستقبل :الأحلام والطموح وتحقيق الأهداف.
حلقات المناقشة للوقاية من الانتكاس
تهدف هذه الحلقات إلى مناقشة رؤوس الموضوعات الهامة الآتية:-
1- مراحل النقاهة
2- كيف نتخلص من أعراض التوقف عن الإدمان وإلحاح الرغبة للعودة له
3- مواطن الخطر في فترة النقاهة
4- كيف نواجه التوتر وضغوط الحياة
5- كيف نسعد بدون مخدرات
6- مشاكل الأسرة أثناء النقاهة
7- أهمية العلاقات الاجتماعية أثناء العلاج .
8- مخاطر تعاطي البدائل الخاصة التى يظن أنها قليلة الضرر مثل الحشيش.
9- الزلات البسيطة أثناء النقاهة وكيف الاستفادة منها .
10- لا تخجل وناقش مشاكلك بحرية
11- تعلم أن تقول لا لكل من يقدم لك المخدرات
12- كيف يتعامل الناقهون مع زملائهم المدمنين الذين لم يبدءوا طريق العلاج
13- كيف تعيد تقييم حياتك الاجتماعية
14- كيف نكسب أصدقاء جددا
15- كيف تستفيد من ثقة الناس بعد النقاهة في مجالات عملنا
16- كيف تختار وظيفة تلائمك
17- كيف تتخلص من مشاكل عملك
18- كيف تتخلص من الآلام بدون استعمال عقاقير
19- كيف تختار مجموعة مثالية تأنس بها
20- كيف تقوي رابطة الحب والانتماء مع الآخرين
21- النقاهة وأهمية الانتماء إلى جماعات الناقهين
22- التطلع للمستقبل والأهداف والأحلام
23- قصص النجاح في النقاهة من المخدرات
هذه المجموعة من الموضوعات تمثل معظم المشاكل وتعطي الكثير من المجالات التي تؤثر في الناقهين سلبا أو إيجابا وتحتاج إلى توضيح لكل منها
مراحل النقاهة:
الهدف :
إن معرفة الناقهين من الإدمان بمراحل النقاهة وما سوف يمرون به من مراحل ومصاعب لهو هدف النقاش في هذه الحلقة وجعل الناقهين قادرين علي معرفة أبعاد مشاكل تلك المرحلة وكيف يواجهون مشاكل المراحل الأخرى
أهم نقاط المناقشة:
1- كما يواجه المدمنون مشاكل متعددة خلال مراحل إدمانهم فإنهم قد يعانون من بعض المشاكل في مرحلة توقفهم عن الإدمان مثلهم مثل كل إنسان في مرحلة النضوج، وإن هذه المشاكل قد تحدث في أي مجال من مجالات حياة المدمن
2- التعريف بالأحاسيس والمتاعب التى سوف يواجهونها خلال مراحل النقاهة لان معرفة خصائص هذه المرحلة يؤدي إلى اطمئنان المدمن وإلى إدراك المعالج مخاوفه ومعرفة خطة العلاج مما تؤكد الثقة في المعالج ويعطي العلاقة بين الناقهين والمعالجين دفعة إيجابية في طرق النقاهة.
3- إن مناقشة مشاكل هذه المرحلة في هذه المجموعات من الناقهين يؤدى إلى معرفة خبرات الآخرين ويعطي انطباعا مطمئنا لمن مر بمرحلة النقاهة ومن هم في بداية طريق النقاهة
4- إن عدم مناقشة هذه المراحل في المجموعة يؤدى إلى عدم صدق أحاسيس الناقهين في برامج علاجهم ولذلك فإنه لا بديل عن الصدق والمصارحة فيما يمكن أن يواجه المدمن من مشاكل ومتاعب أثناء مراحل النقاهة.
كيف يبدأ الحوار :
الإعلان عن هدف النقاش السابق ذكره يبدأ بتذكير الناقهين بأهمية معرفتهم بمظاهر التقدم في العلاج ومعرفة ما وصلوا إليه من تقدم وأيضا لما بقي من مراحل ومشاكل وكيفية مواجهتها
إدارة الحوار من خلال الأسئلة:
إن توجيه الأسئلة التوضيحية هو أسلوب بناء ومن تلك الأسئلة للناقهين مثلا" لو أن هناك اثنين من المرضى بنفس المرض الذي كانا يعانيان منه وعلى كل منهم المحافظة على مستوى تحسنه وعليه مواجهة الحياة بمشاكلها المختلفة واطلع أحدهما عما يجب تجنبه من مواطن الضعف وما يجب عمله بالتفصيل لمواجهة كافة المظاهر المرضية ولم يطلع الآخر على تلك المعلومات الهامة فأى المريضين تفضل أن تكون؟؟؟
كيف تتمتع بدون مخدرات
يجب أن يكون مفهوما أنه ما إن يتوقف الشخص عن تعاطي المخدرات فإنه يحتاج لتعلم أشياء جديدة يملأ بها وقت فراغه، وأكثر هذه الأشياء هي تلك التي يمكن أن تسعده وترفه عنه حيث إن كثيرا ممن أقلعوا عن استعمال المخدرات لم تكن هذه المخدرات تعني بالنسبة لهم سوي المتعة والبهجة .
إن المجتمع والسن والقدرات وعوامل أخرى كثيرة تتحكم في سلوكنا وتعلمنا بطرق التمتع أيا كانت ترفيهية رياضية, غذائية, جنسية, فكرية, أو دينية
يجب توضيح الفرق الشاسع بين المتعة مع المخدرات والمتعة بدونها وتوضيح كيف يمكن أن يقوم كل فرد من مجموعة الناقهين بتعلم أو إعادة تعلمه طرق السعادة بدون مخدرات وكيف يمكن لهم أيضا أن يشارك كل منهم الآخرين في هذا المجال
إنه من الواجب إتاحة الفرصة لهؤلاء الناقهين لإظهار تخوفهم وقلقهم من عدم حصولهم علي المتعة بدون المخدرات لأن ذلك في حد ذاته مشجع لهم للتفكير في كيفية الحصول على إعطائهم الفرصة لأن يتخيل كل منهم أفضل موقف يتصور أنه يمتعه بدون أن يكون ذلك نتيجة لتأثير المخدرات . ويتم ذلك بسؤال كل منهم عن رأيه في تصور زميله وسؤالهم أسئلة محددة وهي :
هل تمتعت من قصة زميلك عن طريقة نظرته للمتعة بدون مخدر ؟ لماذا ، ولماذا لا ؟ ... وكم مرة ناقشت مع أحد أفكارك التي يمكن أن تمتعك بدون استخدام مخدرات ؟ وما هو نوع التغير الذي حدث في حياتك ودفع بإرادتك للأفضل
كيف تقضي وقت الفراغ
إن أفضل طريقة لمساعدة مجموعة الناقهين في عبور هذه المشكلة هي توزيع مجموعة أسئلة تحتوي علي مجموعة كبيرة من الأنشطة المختلفة التي تمكنهم من التمتع معا من خلالها وبعيدا عن المخدرات وهي أسئلة يرد عليها (بنعم أو لا )
من أمثلة هذه الأنشطة :
كرة القدم- الموسيقي- الغناء- تنس الطاولة- جمع الطوابع- الرسم- ألعاب أتاري- التصوير- زيارة متاحف - قيادة موتوسيكلات - قيادة دراجات - الشعر - زيارة حديقة الحيوانات - السباحة - صيد السمك- مجال الكمبيوتر- شراء ملابس-
لعب الشطرنج- اختراق الضاحية- الملاكمة-الطبخ - لعب الطاولة- موسيقي كلاسيكية- السباق في الجري- هوايات أخري
ويتطلب منهم عدم طلب رغبات كثيرة والالتزام بالصدق حتى تستمر هذه اللقاءات الجماعية بعد إجابة كل منهم علي هذه الأسئلة يكتب تليفونه بجوارها وتعلق في مكان مناسب في اجتماعاتهم للناقهين حتى يأخذ كل منهم باسم زميله الذي يريد مشاركته لهواياته ثم يطلب من كل منهم بعد ذلك أن يعلق علي هذه المشاركات ورأيه فيها ورأيه في معني مفهوم الصحة النفسية
يجب مراعاة أنه من غير السهل أن تتطابق هواية كل منهم مع الآخر ولكن مع تأثير الجماعة تتقارب وجهاتها وهواياتها وتصبح الهواية رغبة في المشاركة في نشاط قد لا يهواه الإنسان ولكنه يتمتع به .
إن كل إنسان يحتاج للتمتع والتوقف عن المخدرات ليس معناه الانقطاع عن المتعة ، ولكن الصحيح أن أولئك الذين توقفوا عن تعاطي المخدرات هم أكثر قدرة على التمتع بالحياة ولهم أكثر من طريقة إلى ذلك .
إن من تعودوا علي المتعة مع المخدرات يجب أن يعيدوا حسابهم ويبدءوا طريقة التأقلم والعودة للتمتع بدون مخدرات .
إن الخروج في جماعة لصلاة في مسجد أو لحضور ندوات دينية والتقرب إلى الله وقراءة الأدعية في الجماعة يؤدي بأفرادها إلى التسامي عن متعهم الشخصية والنضوج مع جماعة الأصدقاء إلى مراتب الاطمئنان والإيمان .
أحذر أصدقاء السوء !!!
إن العلاقة بين المدمنين ليست علاقة بين صديقين فقط ولكنها تحمل معاني أكثر من ذلك فهي صداقة وهي ارتباط بما يسمي مجتمع الإدمان وهو مجتمع خاص له مفاهيم خاطئة تنبع من كره المدمن للمجتمع السوي الذي نبذه فيلجأ إلى مجتمع المدمنين الذي يرعاه ويحوله إلى عضو نشط ، ليس فقط ضد المجتمع ولكن يضيف إلى ذلك الاتجار في المخدرات بالإضافة إلى تعاطيه حيث توقف الأسرة أعطاه المال بعد اكتشافها لسوء سلوكه وإدمانه
وهذا المجتمع الخاص بالمدمنين يحتوي ليس علي المدمنين فقط ولكن علي التجار الذين يغذون هذا المجتمع بمعاني تدفعهم إلى زيادة العداء للمجتمع ولأسرهم والي زيادة انفصالهم عنه ، وهم يجتذبونهم بالتشجيع والرعاية من خلال إعطائهم المال مقابل اتجارهم في المخدرات أو من خلال تسهيل الانحراف الإجرامي الذي يفتح لهم أبواب الحصول علي المال من طرق غير شرعية لذلك يحدث تشوه معرفي في ذلك المجتمع من خلال مفهوم خاطئ وهو ( أن الإدمان له رزق )
إن كثيرا من الناقهين من الإدمان يعانون من دوافع شبه واعية للعودة للإدمان لمجرد مقابلة هؤلاء الأصدقاء وكأنهم مبرمجون علي ذلك .
ولذلك يجب أن نسعي إلى البحث عن كيفية التخلص من هذه الصداقات التي تثير الرغبة للمخدرات من خلال تأثير تلك الجماعات ومن خلال تلك السلوكيات المكتسبة.
إنها حقيقة .. إن المدمن حامل للمرض وكلما أقترب من الناقهين من الإدمان زادت نسبة الإصابة وعودة الإدمان . إنه عادة ما يبتعد الناقهون من الإدمان عن أصدقاء الإدمان بعد علاجهم غير أن هذه العلاقات قد تعود مرة أخري خاصة إذا كان هؤلاء الأصدقاء أصدقاء عمر ولكونهم أيضا أصدقاء إدمان فإنهم تربطهم علاقة خاصة فيها أحاسيس شديدة بالسعادة واقتسامهم للآلام والذكريات وقد يكون هذا الصديق تربطه علاقة حب إن كانت فتاة أو قد يكون زوجا أو زوجة مدمنة وهذه العلاقة القديمة قد يكون لها تأثير متزايد مع ازدياد ما يواجهه الناقهون من الإدمان من مصاعب بعد علاجهم وقد تؤدي هذه العلاقة إلى ضغط يؤدي بالناقهين إلى الانتكاس مرة أخري وبسرعة للإدمان خاصة مع افتقاده وشوقه لعلاقات صداقة جديدة يصعب الحصول عليها بسهولة .
إن هؤلاء المدمنين قد يقتربون من الناقهين من الإدمان ليس فقط لقدم هذه الصداقة ولكن قد يكون ذلك لاستفادتهم ماديا من الناقهين أثناء إدمانهم فهم يريدون أن يبيعوا لهم مخدرات أو أن يقدموا لهم مخدرات مجانا أو أن يشاركوا معهم تعاطي المخدرات بحجة الصداقة القديمة أو الأيام الجميلة السابقة أو قد يكون لديهم رغبة العلاج ولكنهم يخفونها في اللاوعي أو قد يكونون زملاء عمل أو يسكنون الشقة المقابلة وبذلك يكونون دائما أمام الناقهين من الإدمان خاصة عندما تحدث مشاكل ويحتاج الناقهون إلى من يثقون فيه للحديث معه من تلك المشاكل
لذلك فإنه عندما يقول الناقهون من الإدمان " أمتنع عن مقابلة أصدقاء السوء " ... فبالرغم من أن تلك هي نصيحة جيدة إلا أنها تحتاج إلى تفكير كثير لمواجهة مشاكلها .
وتلخيصا لهذه الصعاب نقول :
1- إن مجالسة المدمنين بعد العلاج من الإدمان مع بعضهم يشكل خطورة شديدة وذلك لقوة ما بين هؤلاء من علاقات لصيقة وارتباط وتعود شرطي علي السعادة معهم .
2- تزداد خطورة لقائهم مع المدمنين كلما كان أولئك المدمنون أصدقاء عمر حيث تزداد شدة تأثيرهم علي من تم علاجه من الإدمان .
3- يجب إنهاء كل صلة مع المدمنين أو علي الأقل يجب أن تكون محدودة أو مراقبة من أصدقاء أمناء أو من الأسرة .
4- إن ترك صداقات قديمة أمر مؤلم ويؤدي إلى الحزن وعدم الشعور بالأمان وهذه الأحاسيس صادقة وتحتاج إلى مساعدة من الأهل وأصدقاء الخير للتخلص من هذه المشاكل .
5- إن الرغبة في إنهاء العلاقة مع الأصدقاء المدمنين لا تكفي للقضاء علي خطورتهم ولكن يجب إخبار هؤلاء الأصدقاء المدمنين بعدم رغبتك في مقابلتهم مرة أخري بكل احترام وبكل حزم ويجب أخذ المشورة في كيفية إبلاغهم ذلك .
6- كلما ازدادت الصداقات الجديدة مع الأسوياء بعد العلاج من الإدمان وتعلم الإنسان كيف يتمتع بالحياة ويمارس الهوايات المفيدة تقل تأثير هذه الصداقات القديمة.
لذلك يجب تشجيعهم علي الارتباط والتعاطف مع أصدقاء جدد وتوسيع نطاق علاقاتهم الاجتماعية السوية كذلك فإنه من المهم التعرف علي :
أ - هؤلاء الأصدقاء المدمنين الذين لهم تأثير سلبي يخشى منه .
ب - الأصدقاء المدمنين الذي تربطهم بالناقهين علاقة خاصة
ج - الأصدقاء المدمنين الذين يعتبرهم الناقهون سببا في إفساد حياتهم أو ممن اضطروهم لارتكاب انحرافات ضد إرادتهم .
د - الأصدقاء الأسوياء الذين هجروهم نتيجة لإدمانهم ويرغبون في العودة لصداقاتهم لإحساسهم بإمكانية نجاح صداقتهم مرة أخري .
غير أنه أحيانا قد توجد دوافع أخري للقاء صديق مدمن فيتعرض الناقهون لمخاطر هذه اللقاءات منها:
أ - قد يريد من تم علاجه من الإدمان أن يظهر لأصدقائه بأنه تم علاجه وأنه قد أنهي مشكلته
ب-قد يريد من تم علاجه أن يعيش حياة سريعة المكسب في أوساط يكثر فيها المدمنون
ج- الرغبة أن يشعر من تم علاجه أن إدمانه السابق كان خطأ وأنه لا يمكن التأثير عليه من هؤلاء المدمنين فيذهب ليصادقهم مرة أخري بدعوة عدم تأثره من ضغوطهم.
هذه المواقف توضح احتياج الناقهين من الإدمان إلى :
التفكير في ماذا يريدون
أولوية الاهتمام بالخلاص من المخدرات
أهمية الاهتمام بكل ما يمكن أن يساعدهم في الاستمرار بعيدا عن المخدرات
والثبات في طريق خلاصهم من هذه المشكلة
إنهم يحتاجون إلى تقييم سلوكهم باستمرار والاستماع إلى نصائح شخص موثوق به ذي دراية علاجية أو صديق أمين مخلص له خبرته في الحياة قد ينقذهم من رغبات لا شعورية تؤدي إلى سلوك يعود بهم إلى حياة الإدمان مرة أخري.
أما إذا أضطر الناقهون من الإدمان إلى مقابلة مدمنين لم يتم علاجهم فعليهم تذكر الآتي :
* إذا سئل من عولج من الإدمان عن سبب عدم رغبته في قضاء وقت طويل مع مجتمع المدمنين فيجب أن يوضح مباشرة لهم أن ذلك ليس عداء شخصيا ولكن لأنه لا يستطيع أن يجالس المدمنين إن هذه الأمانة تؤدي إلى تفهم المدمنين لموقفه وعدم إزعاجهم له .
* يجب التذكر دائما أن مقابلة المدمنين قد يؤدي إلى العودة للمخدرات وأن الأولوية هي استمرار بقاء من عولج من الإدمان بعيدا عن شر الإدمان ،وأنه لا يوجد شيء يوازي هذه الأولوية .
* إذا كنت تشك في نفسك فخذ معك صديقا موثوقا به عند لقاء مدمن لم يتم علاجه
ماذا لو كنت تعيش في منطقة موبوءة بالمخدرات ؟
إن ذلك هو أخطر المواقف التي تواجه الناقهين من المخدرات بعد علاجهم ، وهو موقف يحتاج منهم إلى الكثير من التخطيط ...ومما لاشك فيه أن الانتقال إلى سكن آخر قد يكون أفضل الحلول ولكن مع المشاكل التي نواجهها في مجتمعنا فإنه قد يستحيل ذلك .
لذلك يجب المبادرة بتغيير الأسلوب الاجتماعي لحياتهم ويجب أن يسعوا إلى الارتباط بالجيران ذوي السمات الطيبة المؤثرة وتكوين شبكة من الصداقات منهم،ويجب التعاون مع الجيران ما أمكن ذلك للتخلص من هذه البؤرة المرضية قبل أن تؤدي بهم إلى الانتكاس .
وما يجب عمله مع مروجي المخدرات الذين تضطر لمقابلتهم ؟
إذا لم يكن هناك من طريقة تمكن الناقهين من الإدمان من البعد عنهم فعليهم إنذارهم بعدم عرض المخدرات أمامهم ويجب أن يحاولوا الحصول علي مساعدة الآخرين للخلاص من تجار المخدرات وإذا لم يتمكنوا من ذلك فهناك السلطات الأمنية التي يجب الالتجاء إليها في مثل هذه المشكلة لإنقاذهم من شر تجار المخدرات والمدمنين علي السواء.
إن مجهودا يبذل للتخلص من صداقات الإدمان والحصول علي الصداقات السوية هو أفضل بداية لقدرتهم علي الخلاص والحياة بعيداً عن هذه الكارثة .
طرق مواجهة الإلحاح والرغبة في العودة للإدمان
إن الرغبة الملحة للعودة للمخدر هي مشكلة الإدمان الأولي ولذلك يجب توضيح طرق مواجهة هذه المشكلة وتدريب العاملين في مجال الإدمان وكذلك تدريب الناقهين ومن الهام:
أن يدرك الناقهون في هذه الفترة مشكلتهم إنها مشكلة مرضية وليست مجرد تعود علي عادة سيئة وكأي مرض آخر فان الإدمان يؤثر علي حياة الإنسان ويؤدي إلى مشاكل خطيرة ومضاعفات كثيرة وإن أكثر مشاكل هذا المرض هي في الرغبة إلى العودة للإدمان والتي تمثل لب المشكلة .
إن تغيير نمط حياة هؤلاء الناقهين هي خطوة أولي وهامة في القضاء علي هذه الرغبة. إن جلسة علاج الرغبة الملحة في العودة للإدمان يجب أن تبحث في أولها ولعدة عشرين دقيقة الأسباب التي تدفع إلى هذه الرغبة والأحاسيس المؤلمة والمصاحبة لها وتكون في صورة حقائق علمية واضحة يجب أيضا أن نشرك الناقهين في النقاش وان يتذكر كل واحد منهم سبب عودته للإدمان في مرات سابقة بعد علاجه وما هي أكثر المواقف التي تؤدي بالإنسان إلى هذه العودة .
إن ذكريات كثيرة يمكن نسيانها بسهولة ولكن فجأة تعود ذكريات قديمة إلى مجال الوعي بها .. بمجرد رؤية شيء معين أو سماع أغنية معينة فتستثار الذاكرة بالكامل .
إن التفكير في العودة للمخدرات يعاود الناقهين من الإدمان من فترة إلى أخري نتيجة لذكريات تطل عليهم من الماضي مؤثرة علي موقفهم الراسخ في مواجهة المشكلة
إن حياة المدمن تتغير مع بداية تعاطيه للمخدرات ذلك أن سلوكه مع استعمال المخدرات يتغير بأن يسلك طرقا مختلفة حتى يصل لشراء المخدر . ويرتبط هذا بميعاد شبه ثابت يتعود معه علي رؤية مجموعة معينة يتعامل معها بانتظام لتوفير المخدر وترتبط هذه العلاقة بأساس زائف بالسعادة حيث يذهب لهم وهو يعاني الإلحاح لانتهاء ما معه من مخدرات، وما أن يلقاهم حتى يتغير إحساسه من الألم والاكتئاب والقلق إلى الشعور الزائف بالراحة بعد تعاطي المخدر ويرتبط ذلك مباشرة بإحساس غامر بالسعادة لرؤيتهم .
إن هؤلاء الذين يرتبط المدمن بهم من مجموعة أفراد يتعاطي معهم ومجموعة يشتري منها المخدر كثيرا ما يتقابل معهم بعد العلاج وقد يطلق ذلك عنان الذاكرة لأوقات العادة الزائفة السابقة وكثيرا ما يسارع أولئك المتاجرون بالعرض والإلحاح علي أولئك الناقهين للعودة للإدمان وتحت تأثير إلحاحهم وقبل أن يفكر فإنه قد ينزلق إلى مجاراتهم مجاملة لهم ومن هنا قد ينتج مشاكل أخطرها وهو شعور الناقهين بضعف موقفهم أمام المتاجرين بالمخدر فيجعل إحساسه الشخصي ضعيفا في مواجهتهم .
إن الإلحاح والرغبة في العودة للإدمان ينطفئ كليا مع مرور الوقت حيث تفقد هذه الجماعات تدريجيا قدرتها علي استثارة الناقهين من الإدمان مع ازدياد إرادة هؤلاء الناقهين نتيجة لاستمرار تحسنهم ومحافظتهم علي البقاء بعيدا عن تعاطي المخدرات ولعدم استعدادهم للعودة إلى المشاكل القديمة التي قاسوا منها أثناء الإدمان .
إن التغلب علي الإلحاح فى العودة للإدمان يحتاج من الناقهين إلى المحافظة علي نقائهم من المخدرات ، وصبرهم وقدرتهم علي الحصول علي الثقة والدعم من الآخرين وبناء صداقات جديدة .
إن الإرادة تقهر أي إلحاح مهما كان دافعه أو قوته وذلك يتطلب مواجهة أولئك الذين ينتفعون من سقوط البعض في الإدمان .
إننا لو تصورناهم فإنهم مثل قطة تضع لها وعاء لبن كل يوم خارج البيت فإذا انقطعنا عن وضع اللبن فإنها تعوي طلبا له ومع الوقت وعدم وضع لبن جديد لها فإنها تنقطع ولا تعود، وهي مثل مروجي المخدرات يحتاجون للتجاهل والعنف في مواجهتهم حتى ينقطع أملهم ولا يعودوا في الإلحاح أكثر من الأول لذلك فإن الالتصاق والثبات علي المبدأ في النقاهة هو عامل هام لابتعاد المرتزقة والمنتفعين من الإدمان عن طريق الناقهين.
إن الإنسان يحتاج في هذه المواقف ليس فقط إلى سلبية عدم التعاطي للمخدرات ولكن إلى إيجابية تقوية الإرادة ،وهذه الإيجابية تحتاج إلى تعلم كيفية مواجهة المشاكل والمواقف الحادة وإلي معرفة طريق تحقيق احتياجات الإنسان من مأكل ومسكن ودفء وتعلم وإنتاج وإبداع واحترام للجماعة واحترام للنفس وانتماء إلى مجموعات اجتماعية صحيحة وإلي مبادئ ومثل دينية متعمقة المعاني ومن الحاجة إلى مساعدة الآخرين الذين هم في نفس مشكلة الإدمان حتى تزداد الإرادة بمساعدة الآخرين وتجنب أماكن بيع المخدرات وصداقاتها وجلسات تعاطيها.
إن ذلك كله يجب ألا يصاحبه محاولة اختبار النفس فإن التعرض لهذه المشاكل لن يكون بحال عاملا إيجابيا بل هو خفة عقل وضياع للجهود وتشتيت للإرادة ...
منقول ..