مهلاً أخي قصة المأساة دامية .... والليل أعمق مما تدرك الشهب
دوامة أخي تدمي حقيقتها .... قلب الغيور ولا يفنى لها العجب
كم حبة صغرت في حجمها قتلت .... حراً وأُرخص في تهريبها الذهب
هذا سلاح من الأعداء غايته .... الا تعود إلى أمجادها العرب
يا من سألتم عن الإدمان قصته ..... تُدمي القلوب وفيها الخوف والرهب
لا تسألوني فحد السيف منسلط .... والخمر تُحدث ما لا يُحدث العنب
لا تسألوني فإن النار موقدة ..... وإن عقلي ووجداني لها حطب
أمي تخاطب في قلبي أمومتها .... فما ترى غير جفو ما له سبب
يدور في القلب طاحون الشقاء فما .... للنوم حينئد في مقلتي أرب
وتشتكي كل أعضائي وأوردتي .... فالروح مخنوقة والعقل مضطرب
يا رحلة البؤس لا سيارتي وصلت .... ولا تورع عن إرهاقي التعب
أرى لباسي عبئاً حين ألبسه .... فأبدل العهد مختاراً وأنقلب
أبيع نفسي لأشتري حبة سكنت .... بالموت فالقلب منها منزل خرب
أرى الحياة ظلاماً لا يخالطه .... نوراً فلا فرح عندي ولا طرب
ويأكل المخدر المشئوم أوردتي .... وفي خيالي رؤى تنأى وتقترب
أحبو على الأرض أحياناً وأحسبني .... أجري وأكبو وظني أنني أتب
طوراً أثرثر حتى تشتكي شفتي .... وتارة في مجال القول أقتضب
أبي يراقبني والطرف منكسر .... أمي تراقبني والدمع ينسكب
ما عدت كالأمس إشراقاً ولا أملاً .... وكيف يشرق من في قلبه لهب
أبي يسآلني عما بُليت به .... وقد تمكن من وجدانه الغضب
متى وكيف جرى هذا أما نفعت .... فيك النصائح والتهذيب والأدب
نشرت يا ولدي في جو أسرتنا .... حكاية في مداها يكثر الشغب