أساليب الوقاية من المخدرات
الإيمان المكين، والخلق الكريم، والعمل الصالح، والذود عن الوطن وحراسته، فضلاً عن التماسك والتلاحم، كل ذلك وما يؤدي إليه مقوم من مقومات صرح الأمة، وعامل حيوي في نهضتها وبقائها قوية، لا يعتريها ضعف ولا وهن. وكل وطني صادق أو مقيم، يستوحي من دينه وقيمه، ومبادئه، ما يحفزه إلى العطاء لأمته، وبناء صرحها وحراسة أمجادها، وأي تسبب في تقويض صرح الأمة الشامخ وتوهين بنيانها والنيل من كيانها فهو استهانة بالأمة، وبخس لقدرها، ونكران لجميلها. وبما أن المخدرات لها المجال الكبير في هذا الدرك فإن المسلم القويم الذي يسمع ويطيع ربه ويستجيب لله وللرسول لا يقدم على هذا العمل، لأنه عصيان لله ومخالفة لأمره، وكذلك المواطن الصالح لا يشرب ولا يتعاطى هذه المخدرات، كيلا ينفصم عن أمته، وهو الذي ينتمي إليها بكل الولاء والحب والتقدير.
ولا غرو فالمخدرات تقوض أخلاق الأمة، وتمزق اجتماعها، وتهز اقتصادها، وتؤدي بكيان أجيالها وتدمرها، وإن كثيراً من مدمني الهيروين والكوكايين يتعرضون للإصابة باكتئاب نفسي، والميل نحو الانتحار أو أن يتعرضوا لموت مفاجئ نتيجة الإصابة بنزيف في المخ.
أساليب الوقاية من المخدرات
الحمد لله الذي توج الإنسان بأفضل وسائل التفكير والإدراك، وأحل له من الطيبات ما يحفظ عليه حياته، ويقيم أوده، ويجعله صحيحاً معافى، عزيزاً كريماً، كما حرم عليه كل خبيث ضار بجسمه أو عقله، يفقده توازنه أو يحطم شخصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل في محكم كتابه الكريم {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاًوَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70]
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه القائل في الحديث الصحيح "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، صلى الله و سلم وبارك علي نبينا وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد :
فيا أيها المسلمون:
الإيمان المكين، والخلق الكريم، والعمل الصالح، والذود عن الوطن وحراسته، فضلاً عن التماسك والتلاحم، كل ذلك وما يؤدي إليه مقوم من مقومات صرح الأمة، وعامل حيوي في نهضتها وبقائها قوية، لا يعتريها ضعف ولا وهن. وكل وطني صادق أو مقيم، يستوحي من دينه وقيمه، ومبادئه، ما يحفزه إلى العطاء لأمته، وبناء صرحها وحراسة أمجادها، وأي تسبب في تقويض صرح الأمة الشامخ وتوهين بنيانها والنيل من كيانها فهو استهانة بالأمة، وبخس لقدرها، ونكران لجميلها. وبما أن المخدرات لها المجال الكبير في هذا الدرك فإن المسلم القويم الذي يسمع ويطيع ربه ويستجيب لله وللرسول لا يقدم على هذا العمل، لأنه عصيان لله ومخالفة لأمره، وكذلك المواطن الصالح لا يشرب ولا يتعاطى هذه المخدرات، كيلا ينفصم عن أمته، وهو الذي ينتمي إليها بكل الولاء والحب والتقدير.
ولا غرو فالمخدرات تقوض أخلاق الأمة، وتمزق اجتماعها، وتهز اقتصادها، وتؤدي بكيان أجيالها وتدمرها، وإن كثيراً من مدمني الهيروين والكوكايين يتعرضون للإصابة باكتئاب نفسي، والميل نحو الانتحار أو أن يتعرضوا لموت مفاجئ نتيجة الإصابة بنزيف في المخ.
( 2 )
فيا أخي الشاب:
احذر أن تقع في شباك هذا الأخطبوط واحذر أن تتعاطى أي نوع من أنواع المخدرات فإن الله تعالى قال: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]
ويا أخي المواطن: كن قدوة لمن ترعى، واتق الله في نفسك وفيمن حولك، فإنك إذا أضعت القدوة أضعت من خلفك، وسوف تعاني منهم في حياتك جزاء ما أسأت إليهم ويا إخواني كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، قال تعالى: { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} [النساء: 9]
أيها الإخوة المؤمنون:
ومن أجل البعد بالمسلم عن الدنايا وعن ارتكاب الخطايا كان إرشاد الرسول (صلي الله عليه وسلم) للمسلمين في اختيار المجالس والجليس في قوله (صلي الله عليه وسلم) "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك (أي يعطيك) وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة – ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة"(رواه البخاري ومسلم) فالجليس الصالح يهديك ويرشدك ويدلك على الخير، وترى منه المحامد والمحاسن، وكله منافع مثمرة
أما الجليس الشرير فقد شبهه الرسول صلوات الله وسلامه عليه بنافخ الكير، يضر ويؤذي، ويعدي بالأخلاق الرديئة، ويجلب السيرة المذمومة، وهو باعث الفساد والضلال ومحرك كل فتنة.
ولقد تحدث القرآن الكريم عن قرناء السوء وحذر منهم وأخبر أن مجالستهم سوء في الدنيا وعاقبتها ندامة في الدنيا والآخرة قال تعالى{وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً} [النساء: 38]
وقال الله تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]
( 3 )
وإذا كان الجليس يقتدي ويهتدي بجليسه، فإن في جلوس الإنسان التقي عن المآثم والشبهات في مجالس الإفك والشرب وتعاطي المخدرات ما يؤذيه ويرديه في الدنيا بالمهانة، وانتزاع المهابة عند عارفيه من أقاربه وأصدقائه.
من هنا كان على الإنسان أن ينأى عن مجالس الشرب المحرم خمراً سائلاً أو مخدرات مطعومة أو مشروبة أو مشمومة فإنها مجالس الفسق والفساد، وإضاعة الصحة والمال، وعاقبتها الندم في الدنيا والآخرة قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36]
بل إن مصاحبة هؤلاء المارقين على الدين الذين يتعاطون هذه المهلكات إثم كبير، لأن الله قد غضب عليهم وعلى مجالسهم.
أيها الإخوة المؤمنون:
إن العلاج الإيماني لهو خير وقاية لمعالجة مشاكل الإدمان، وتستطيع المؤسسات الدينية مكافحة المخدرات وحماية الشباب من أخطارها، كما أن للمسجد أثراً كبيراً في توعية الناس وتوجيههم نحو أفضل السبل للوقاية من المخدرات والمسكرات، وكذلك للأسرة دور كبير في حماية أبنائها، وهذا يستلزم أن يكون الأبوان قدوة حسنة وأسوة طيبة لأبنائهما، وهو جانب من جوانب علاج المشكلة بالنسبة للأسرة.
أما الجانب الآخر فهو على الأبناء لكي يتم التفاعل بين أطراف الأسرة وذلك بالانصياع للأوامر والانقياد للتوجيه والإرشـادات، وإن مما يجب التنبيه إليه أنه ما ظهرت وانتشرت هذه الظاهرة بين الشباب إلا بكثرة غيبة الأم والأب عن أبنائهما، وانشغالهما عنهم بالعمل تارة، وبالخروج من البيت وعدم الاهتمام بأولادهما تارة أخرى، والأولاد في سن المراهقة يحتاجون للرعاية والرقابة وإلى الأم التي تفضل العمل بالبيت ورعاية الأبناء.
ثانياً غياب الوعي الديني – وعدم اختيار ما تعرضه وسائل الإعلام من حملات لعلاج هذه الظاهرة في الإذاعة أو التلفاز يجب أن يوضع كل ذلك موضع الاعتبار، لذلك يجب تحسين المادة التي تعرض بحيث يكون هدفها العلاج الصحيح {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
تم طباعة هذا الموضوع من موقع البوابة الإسلامية- الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - دولة الكويت