رغبتي في الحصول على المرتبة الأولى قادتني للمخدرات
كنت طالبا في المرحلة الثانوية أعيش حياة الطالب الطبيعية ولا أعاني من أي ضغوط أو مشاكل أسرية مما جعل ذلك ينعكس علي وعلى أشقائي ولأنني كنت الابن الأكبر لوالدي استطيع القول بأني كنت نموذجا مثاليا ومضربا للمثل منذ الصغر في الحفاظ على الصلوات والجد في المدرسة وبلا مبالغة كنت دائما احصل على المراكز الأولى مع نهاية العام الدراسي إلى أن دخلت المرحلة الجامعية وبدأ مستواي الدراسي يتذبذب ولم استطيع الحفاظ على نفس مستواي السابق حيث كان لأصدقاء السوء الفضل في ذلك .
وكانت بداية معرفتي بالمخدرات غريبة حيث كان هناك تنافس في التحصيل الدراسي بيني وبين أحد الزملاء في الفصل للحصول على المراتب الأولى و في فترة الاختبارات أتاني أحد الأصدقاء أو من كنت أعتقد أنه صديق لأن الصديق من صدقك وقال لي يا أبو عبد الله لدي طريقة تضمن لك الحصول على الترتيب الأول وتحتاج لمزيد من الجرأة حتى تتأكد مما أقول من شدة رغبتي في الحصول على أعلى الدرجات سألته بنية صادقة بريئة ما هي( فأشار على حبوب تساعدني على ذلك ولم أكن أعلم أنها حبوب مخدرة و نصحني أنها ستدفع مستواي أكثر وأكثر كما أنها ستضفي علي شيئا من الفرح والسعادة ( الوهمية طبعا ) .
لم أتردد في تجربة الحبوب بدواعي منها أن من قدمها لي زميل قد جربها ويضمن مفعولها على العطاء الدراسي وآخر إنها ستكون أيام الامتحانات لرفع معدل الدرجات على الرغم أنني كنت في غنى عنها .
في البداية كان التعاطي أثناء فترة الامتحانات ولكن سرعان ما أصبح عادة أسبوعية ومن ثم شبه يومية إلى أن تدهورت صحتي ونعل جسمي وأصبحت لا أشتهي الأكل ولاحظت العائلة هذا لتغيير الذي صاحبه تغير في السلوك ولم يشكوا في تعاطي المخدرات وظنوا أن الأمر طبيعي.
ولاحظ أحد الأصدقاء المقربين لي حالتي الصحية السيئة وسألني وأخبرته بحقيقة الأمر أن ذلك من جراء تعاطي المخدرات فأشار علي بمشورة ليتني لم أسمعها إلا أنه أقنعني بأنها سوف تفتح شهيتي للأكل وهي تعاطي مادة الحشيش المخدرة وانجرفت وراء تعاطي الحشيش بشكل غير معقول .
وبكل تأكيد كان لابد من أن يصاحب الانحراف في المخدرات تراجع مستواي الدراسي بدل أن هناك شيئا خفي فيما تعاطي الحشيش لم يزد حالتي الصعبة إلا تدهورا وقل أيضا عطائي وإنتاجي في التحصيل الدراسي.
وفي يوم من الأيام بدأت أشعر بنظرات الشك من والدي وبدأ يراقب تصرفاتي بدون علمي وسرعان ما أكتشف أمري ويا ليته كان من البداية بعد أن وجد بعض الحبوب في غرفتي الخاصة الصدمة كانت عظيمة وكبيرة على أبي الذي كان يعقد الأمل إلى أن أكبر وأكون السند والعون بعد الله سبحانه وتعالى لا أن أكون حملا وعالة عليه . وبعد محاولات جادة من والدي في إقناعي بالعلاج في مجمع الأمل وبفضل من الله وقفت عند رغبته ودخلت المستشفى ( المجمع ) بالرغم من الصدمة المؤلمة التي استقبلها والدي لم يغادر المجمع إلا بعد وقت طويل قضاه في إسداء النصائح وقطع الوعود لي بالوقوف معي مهما كلف الأمر شريطة التوقف . ووعدت أبي خيرا وبدأت فترة العلاج وفي أحد الأيام وأنا أتلقى العلاج في المستشفى وردني اتصال متأخر في أخر الليل و إذا به والدي حفظه الله يسأل عني حيث ورده اتصال من الشرطة مفاده أنني وجدت مطوية في أحد الشقق المفروشة ولم أكن بحاجة إلى مزيد من الذكاء لمعرفة بأن زميلي هو من توفى، حزنت كثيرا عندما خرجت وأخبروني بأنهم علموا وفاته بعد ثلاثة أيام من وفاته بعد خروج الروائح الكريهة من الشقة المستأجرة باسمي قبل دخولي للعلاج ولا يخفى عليكم بأن المخدرات وباء ليس له مثيل لا يمكن أن تعلم أو تتنبأ بما ستسببه لك من مشاكل على الإطلاق كما وضعتني في مواقف لا أحسد عليها مرة أحتال على فلان ليسلفني مبلغا من المال واعده بإرجاعه إليه وبمجرد أن أستلم المبلغ ابدأ على ضحية أخرى إلى أن أصبحت هذه الطريقة لا تغطي مصاريفي فبدأت أروج حتى قبض علي وأدخلت السجن بتهمة الترويج وقضيت عدة سنوات في السجن لم أجد في طريق المخدرات سوى الندم والتعب واعتقادي الخاطر بأنها تساعد على الاستذكار وتجلب السعادة الزائفة .
وأخيرا أتقدم بنصيحة أرجو أن تصل إلى مسامع كل من يفكر بالدخول لعالم المخدرات المظلم أو من هو أسير لهذه الآفة الخطيرة ونصيحتي هي بأن حب الاستطلاع إذ ا كان فيه مصلحة لا تتنافى مع التعاليم الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا لا مانع منه أما حينما يضر يجب الابتعاد عنه لأنه بلا شك سيعود بمشاكل سلبية على الإنسان وأذكرهم بأن حب الاستطلاع لمعرفة قدرة الكبتاجون على مساعدته في التحصيل الدراسي هو الذي وضعني في هذه الحالة .
كما أنصح كل شاب تورط بداء المخدرات بأن يتخذ القرار السريع بالتوقف ويلجأ بعد الله سبحانه وتعالى إلى ذوي الاختصاص لمساعدته بالوقوف معه وإرشاده إلى الطريق الصحيح والانخراط ببرنامج الدعم الذاتي والذي يعني بمتابعة المتعافين من الإدمان