ولعل من أهم آثارها على الفرد ما يأتي :
1ـ التخلي عن القيم ، والابتعاد عن الإنسانية : فالمتعاطي ينسى قيمه النبيلة ، وتكريمه الذي حباه الله إياه لينحط قمة التكريم إلى درجة البهيمية ، فهو يتخلى عن قيم الإسلام العالية ، مثل : الرحمة ، والتعاون ، ومساعدة الناس ، والغيرة ، والشهامة ، وبالمقابل يمارس أعمالاً شنيعة ويتصف بصفات سيئة .
2ـ العدوانية : فالمتعاطي تتولد لديه رغبة شديدة في الاعتداء على الناس طلبا في الحصول على الجرعة المسموعة أو المال الحرام ، أو لكونه لا يدري ما يفعل ..
ذكرت إحدى الصحف أن شابا في التاسعة عشرة من عمرة عرف عنه حسن الخلق والهدوء والمرح ولكنه تغيّر بعد أن أدمن شرب المخدرات فأصبح عصبي المزاج يميل إلى العنف والشدة وفي ذات يوم حصل شجار عادي بينه وبين والده فما كان منه إلا أن أمسك بفأس واعتدى على أسرته ، فقتل والده وثلاثة من إخوته ، وعند التحقيق تبين أنه كان واقعاً تحت جرعة الهيروين .
3ـ الانطوائية والعزلة : ـ نظراً للسموم التي يتعاطاها المدمن ، وما تسببه له من أمراض نفسية فتاكة فإنه ينطوي على نفسه ، كما أنه يخشى من نظرات الناس فينـزوي إلى الأماكن الخالية المهجورة ليعيش عالمه الخاص ، وهو بهذا يضيع نفسه وأسرته ووظيفته .
4ـ عدم الفاعلية : - لا نعجب من إنسان محطم الإرادة ، منهار العزيمة أن يكون كذلك ويظهر هذا الأمر فيما يأتي : ـ
أ ـ التأخر الدراسي .
ب ـ ضعف الإنتاج في العمل بسبب ( الكسل ، الخمول ، المزاجية ، التقلب ) .
ج ـ الفصل من الوظيفة نهائياً .
د ـ عدم القيام بالمسؤولية الوظيفية والأسرية .
5ـ فقد ثقة المجتمع به : ـ فلا يجد أحداً يحترمه ، ولا يقدره ، لا من الزملاء ولا من الجيران ولا من الأقرباء ، فيعيش منبوذاً مدحوراً ، مما يولد عنده جنوحاً نحو الجريمة .
وأما الأسرة : فإنها تلك اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع الكبير ، فإذا تصدعت تأثر كل المجتمع إذا عم هذا البلاء ، وانتشر ذلك الداء .
ولعل أهم آثار هذه السموم على الأسرة ما يأتي : ـ
1ـ كثرة الخلافات الأسرية : ـ بسبب ( التوتر ، الشك ، الكره ) .. وذلك بسبب التوتر الشديد الذي يعيشه البيت الذي فيه متعاطٍ للمخدرات ، كما أن الشك يسيطر على هذه الأٍسرة فيدمر حياتها ، ويحيلها إلى جحيم ، ولا تسأل عن البغض الذي ينشأ بين أفراد هذه الأسرة مما يشاهدون من عدوان وسوء معاملة بين الزوج والزوجة ، أو بين أفراد الأسرة الآخرين .
2ـ الاعتداءات الجسدية والجنسية : ـ أصبحت القصص في هذا المجال أكثر من أن تحصى ، فالضرب شيء معتاد ، والتعدي بالطعن وربما القتل أمر وارد في حياة المدمنين ..
كما أن هؤلاء لا يتورعون عن الاعتداء الجنسي على المحارم ، وهذه قصة غريبـة عن أب يلقي بطفلتـه من الدور الثانى لتموت في الحال ، وبدون أي ذنب جنتـه ، وفى التحقيـق مـعه تبين أنه كان في حالة سكر شديد ، وهكذا نرى إلى أي مدى يتجرد المدمن من إنسانيته وأبوتـه ويتحول إلى وحش بدون عقل يفكر و بدون مشاعر تربطه بالآخرين .
أرسلت إحداهن إلى أحد المشايخ هذه الرسالة : يا شيخ أرجوك رجاءً أن لا تهمل رسالتنا هذه .. ثم تقول نحن أربع بنات أكبرنا تقارب الثلاثين من عمرها وأصغرنا قريبة من الخامسة عشر من عمرها .. ولدينا إخوة في أعمار مختلفة .. ثم تقول أمي طيبة لا حول لها ولا قوة كلما تدخلت في شيء يقوم أبي بطردها أو التهديد بالطلاق ..
المهم يا شيخ أن مشكلتنا تكمن في أن أبي يحاول أن دائماً الاعتداء على أي واحدة منا كلما رآها وحدها .. فنحن دائماً في خوف داخل البيت لدرجة أننا لا نستطيع النوم إلا إذا كان الباب مغلقاً بالمفتاح حتى نشعر بالأمان ثم تقول في نهاية رسالتها ، ملاحظة ربما فهمت قصدنا يا شيخ بكلمة يعتدي علينا أو يريد الاعتداء علينا ولا أستطيع ولا أريد التوضيح أكثر من ذلك( قناة المجد برنامج أريد حلا ) .
3ـ الطلاق : فلما تجد بيتاً تدخله هذه السموم إلا انتهى بالفرقة والشقاق والنزاع والطلاق ، فيضيع الأطفال ، وتتشتت الأسرة ويتهدم كيانها .
4ـ الخيانة الزوجية : ـ تكثر في حياة المدمنين من زوج أو زوجة قصص الخيانات الزوجية ، ذلك أن المخدر تموت معه الغيرة ، ويتبلد معه الإحساس ، فيتحول الإنسان إلى بهيمة يفعل كفعلها ، فليس لديه ما يحافظ عليه من عرض أو كرامة لذا فالزوجة تخون ، والرجل كذلك يخون ، وكفي بذلك سبباً لانهيار دعائم ذلك البيت .
5ـ التقتير في النفقة والإسراف في شراء المخدر : وهذا يقضي بالزوج إلى بيع أثاث بيته ، وربما ذهب زوجته، وكل دخله يحوله إلى هذه السموم ، فيعيش أفراد الأسرة في حالة فقر وحاجة ، مما قد يدفعهم للعمل خارج البيت وهم في سن م بذلك مبكرة على ذلك، ربما يصل به الأمر إلى التنازل عن عرض زوجته أ ابنته كما رأينا في القصة السابقة.
6ـ ضياع الأبناء : لك أن تتصور أخي الفاضل أسرة يعيش فيها الأب أو الأم أو هما معاً تحت وطأة هذه السموم كيف سيكون حال أبنائها ، كيف سيعيشون ، كيف سينشئون ، يرون المنكر ، يشاهدون العنف ، يعيشون الرعب والخوف ، في الغالب سيهربون من جحيم البيت إلى الضياع ولكن من بوابة أخرى ، كما أنهم يصابون غالباً بأمراض نفسية مدمرة كالقلق والاكتئاب وغيرها .