تقرير حول المخدرات في ليبيا
مشكلة المخدرات مشكلة شائكة ومعقدة ومركبة وصعبة التفسير لدى الكثير من الناس ، فرغم جميع الجهود الدولية الرسمية والأهلية الكبيرة والمتميزة لمحاربة هذه الآفة المدمرة ، ورغم التحريم الإلهي ورغم التشريعات والقوانين الوضعية ووجود عقوبات مشددة تصل لحد الإعدام لتجار المخدرات ، ورغم التعاون الدولي والإقليمي والقاري ورغم تزايد عدد الوفيات بين مدمني المخدرات ورغم الأمراض الخطيرة والقاتلة بين مدمني المخدرات ورغم الأثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية والسياسية للمخدرات على الأفراد والمجتمعات ورغم النبذ الاجتماعي لمدمني المخدرات في بعض الدول ، رغم كل ذلك مازالت مشكلة المخدرات زراعةً وإنتاجاً وتجارةً وتهريباً وتعاطياً وإدماناً تلقى رواجاً كبيراً في أغلب دول العالم ومازالت مافيا وعصابات المخدرات تسيطر على الوضع في كثير من الدول .
لم تكن ليبيا في يوم من الأيام بلد زراعة وإنتاج للمخدرات بمختلف أنواعها ولكن كانت ليبيا ومازالت بلد استهلاك وعبور للمخدرات القادمة إليها من خارج الحدود ولم تعرف ليبيا في السابق غير الخمور المحلية كصناعة غير مشروعة .. ولكن خلال العشرين سنة الأخيرة تفاقمت المشكلة وزاد من حدتها دخول أنواع جديدة من المخدرات للبلاد لأول مرة وتنوعت طرق التعاطي للمخدرات وزاد من خطورتها تعاطي مخدر الهيروين عن طريق الحقن في الأوردة مما تسبب في إصابة الكثير من المدمنين على المخدرات بالأمراض الخطيرة المرتبطة بالتعاطي عن طريق الحقن وهي مرضي التهاب الكبد والإيدز .
لم تكن مشكلة المخدرات في ليبيا واضحة المعالم حتى تم افتتاح قسم علاج المدمنين بمستشفى الأمراض النفسية بطرابلس وهو الذي عُرف بقسم ( زياد ) لعلاج الإدمان وكان ذلك في بداية التسعينات ( 1992 م ) ، وكان الاعتقاد السائد لدى اللجنة المكلفة بإدارة القسم أن الحالات التي ستتقدم للعلاج ستكون حالات تعاطي للخمور أو مخدر الحشيش ولكن يتفاجأ الجميع بأن 90 % من الحالات المتقدمة للعلاج طواعية كانت ترغب في العلاج من إدمان مخدر الهيروين .
في منتصف التسعينات زادت حدة المشكلة بإيواء بعض مدمني المخدرات من ( البنات ) وهن من المدمنات على مخدر الهيروين وكان يتم إيوائهن في أقسام للمرض النفسي حيث لا يوجد قسم علاج للمدمنات على المخدرات ( أي لا يوجد قسم خاص بالنساء المدمنات ) وللأسف الشديد لا يوجد قسم للمدمنات على المخدرات حتى الآن مع تفاقم المشكلة بين الإناث .. كم شهدت السنوات الموالية تعاطي بعض من الأحداث للمخدرات بمختلف أنواعها ، كما شهد هذا القسم إجراء التحاليل الطبية للمدمنين على المخدرات الخاصة بالتهاب الكبد نوع ( بي ) خلال سنة 1996 م وتحاليل الكبد نوع ( سي ) خلال سنة 1998 م وتحاليل الإيدز في نهاية سنة 2000 م أي بمعنى أن الحالات التي تم إيوائها قبل سنة 1996 م لم تجرى لها التحاليل الطبية الخاصة بهذه الأمراض .
خلال منتصف التسعينات أفتتح قسم علاج المدمنين على المخدرات بمستشفى الأمراض النفسية ببنغازي وشهد كذلك دخول العديد من المدمنين على مخدر الهيروين وإن كان اغلبهم من ساكني المناطق الغربية لليبيا ( طرابلس ) وشهد كذلك ارتفاع في عدد الإصابات بالإيدز
في ذات الوقت كانت مؤسسات أخرى تعمل على مكافحة المخدرات من خلال ضبط المتعاطين للمخدرات وتجار المخدرات ووضعهم فيما كان يُعرف بمعسكر ( تاجوراء ) وقد تم ضبط الكثير من المدمنين على مخدر الهيروين وتم إنشاء مركز لحجز مدمني المخدرات بهذا المعسكر أشرفت عليه في تلك الفترة مؤسستين ( لجان التطهير ومكافحة المخدرات ) ومع بداية سنة 2000م تم إنشاء الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومعها تم الإعلان عن إنشاء مركز تاجوراء لرعاية وعلاج وتأهيل مدمني المخدرات والذي شهد قفزة نوعية ممتازة في مجال علاج المدمنين من خلال عمل عدد من الأخصائيين النفسيين والاجتماعين وإنشاء عيادة متكاملة وتأهيل العناصر العاملة بالمركز في دورات تأهيلية محلية وخارجية ، وبدأ المركز في استقبال المدمنين على المخدرات للعلاج من فئات ثلاثة وهي :
1 – المدمن المتقدم طواعية للعلاج ( برغبة منه ) .
2 – المدمن المبلغ عنه عن طريق أسرته .
3 – حالات الإدمان التي تضبط في حالة تعاطي .
وخلال هذه الفترة من عمل المركز بدأ إجراء التحاليل الطبية للمدمنين على المخدرات وقد شهدت التحاليل إصابة الكثير من المدمنين على المخدرات بأمراض التهاب الكبد والإيدز وكانت الأرقام كبيرة وتندر بالخطر .
تطورات جديدة حدثت في العالم وفي جغرافيا المخدرات بعد ذلك زادت من حدة مشكلة المخدرات بليبيا وجعلت من ليبيا بلد عبور رئيسي للمخدرات مما زاد من عدد حالات الإدمان على المخدرات داخل ليبيا وهذه التطورات والمتغيرات هي :
1 – قفل طريق المخدرات بين اسبانيا والمغرب ، فلم تعد تهرب المخدرات المغربية لأوروبا عن طريق أسبانيا إلا نادراً مما جعل تجار المخدرات يبحثون عن طريق آخر لتهريب المخدرات لأوروبا فكانت هناك الطريق الجزائرية وهي طريق غير أمن بسبب وجود الجماعات المسلحة في الجزائر وهناك الطريق الليبية وهي طريق أمن وشاسع للعمل فيه لتهريب المخدرات .
2 – قفل الطريق بين أمريكا والمكسيك بسبب الهجرة مما أثر على تهريب المخدرات من المكسيك لأمريكا ، والمكسيك تنتج 25 % من قنب الحشيش على مستوى العالم ولابد لتجار المخدرات من تهريب هذه المخدرات خارج المكسيك ، وأقرب طريق آمن لتجار المخدرات هو الطريق إلى موريتانيا ومن ثم إلى أوروبا ، لتأخذ بذلك نفس طريق المخدرات المغربية .
3 – دول غرب أفريقيا وهي بنين والتوجو والسنغال وموريتانيا شهدت خلال السنوات الأخيرة زراعة لقنب الحشيش وخشخاش الأفيون وهذه الزراعة للمخدرات ليست للاستهلاك المحلي ولكن للتجارة العالمية غير المشروعة لأن أصحاب هذه الزراعة ليسوا من هذه الدول ولكن من دول أخرى معروفة بتجارة المخدرات مثل دول أمريكا اللاتينية وسوف تهرب هذه المخدرات لأوروبا على نفس طريق المخدرات المغربية .
4 – حبوب الهلوسة وأخطرها مخدر ( الإكستازي ) والتي كانت تباع في دول أوروبا الغربية بأسعار خيالية صنعت في المختبرات السرية بدول شرق أسيا وأصبحت تباع بمبالغ زهيدة جداً وقد شهدت هذه المخدرات الخطيرة تواجد في سوق المخدرات الليبي خلال السنتين الماضيتين وشهدت ضبطيات جهاز مكافحة المخدرات كمية من هذه المخدرات الخطيرة .
5 – ارتفاع كميات المخدرات المضبوطة في ليبيا ولجميع أنواع المخدرات مع ملاحظة أن ما يتم ضبطه لا يمثل في أفضل الأحوال إلا ما بين 10 – 15 % مما يتم جلبه للبلد أي بمعنى أن ما يتم ضبطه من المخدرات في ليبيا لا يمثل إلا جزء بسيط جداً مما دخل للبلد سواء تم تهريبه لبلد آخر أو تم بيعه وتعاطيه أو لا يزال مخزناً في ليبيا .. وتشير إحصائيات جهاز مكافحة المخدرات أن ما تم ضبطه خلال الفترة من سنة 2000م إلى الربع الأول لسنة 2009 م إلى ضبط ( 83862 ) كيلو جرام من مخدر الحشيش وضبط ( 267 ) كيلو جرام من مخدر الهيروين وضبط ( 36 ) كيلو من مخدر الكوكائين وضبط ( 1420000 ) قرص من الأقراص المخدرة وضبط ( 208178 ) لتر من الخمور .
6 – ارتفاع عدد قضايا المخدرات وعدد المتهمين في هذه القضايا فتشير إحصائيات جهاز مكافحة المخدرات بأن عدد قضايا المخدرات قد بلغ ( 19328 ) قضية مخدرات وان عدد المتهمين في هذه القضايا قد بلغ ( 28513 ) متهم من الجنسين ومن مختلف الأعمار وذلك خلال الفترة من سنة 2000م إلى الربع الأول لسنة 2009 م .
7 – وجود الأسباب والعوامل الدافعة لتعاطي وتجارة المخدرات بين الشباب داخل المجتمع الليبي ولعل من أهمها ( البطالة .. الفراغ .. رفاق السوء ... توافر المخدرات وضعف استهجانها داخل المجتمع .. رخص المخدرات .. ضعف التربية الدينية .. طغيان الجانب المادي على نواحي المجتمع .. ضعف الرقابة على الحدود والمنافذ .. الجهل بالمخدرات وأثارها .. حب التجربة والمحاكاة .. البحث عن الإثارة والمتع الحسية .. الأفكار والمعتقدات الكاذبة والخادعة عن المخدرات .. عدم تنفيذ التشريعات الخاصة بتجارة المخدرات .. الفقر .. توفر المال لدى البعض .. سوء التربية والتنشئة الاجتماعية .. وجود القدوة السيئة بالبيت .. الثقافات الدخيلة والمريضة .. تدهور القيم والمثل داخل المجتمع .. الفشل والإحباط المتكرر .. ضعف الرقابة على الأبناء .. الأمراض النفسية .. ) ولكن ما يجب الإشارة إليه أن الأسباب المؤدية للإنحراف والإدمان ليست عوامل ناقلة من السواء إلى الانحراف ولكنها عوامل يصبح معها الفرد أضعف مقاومةً للإنحراف ويصبح في حالة يكون معها أكثر استجابة واستعداداً للانحراف مقارنة بالآخرين ، فهي حالة الاستعداد لارتكاب الفعل المنحرف ومع شدة هذه الأسباب ينتقل من حالة الاستعداد إلى الممارسة الفعلية للانحراف بمختلف أنواعه.
8 – وكان نتيجة ذلك كله ارتفاع عدد حالات الإيواء بالمصحات العلاجية الثلاثة العاملة في مجال علاج وتأهيل مدمني المخدرات وقد أشارت الإحصائيات الصادرة عن هذه المؤسسات العلاجية خلال الفترة ( 1992 – 2008 م ) على أن عدد حالات الإيواء وليس عدد المدمنين على المخدرات قد اقترب من ( 18 ) ألف حالة إيواء من الجنسين ( مع ملاحظة أن المتقدمين للعلاج يصلون في أفضل الأحوال إلى 20 % فقط من المجموع الحقيقي للمدمنين في البلد ) مع ملاحظة كذلك أننا بلد تحكمه الوصمة الاجتماعية أكثر من أي شيء أخر ومعنى ذلك أن من يتقدمون للعلاج هم فقط من تخلصوا من هذا الوصم أو من الذين لم تعد لديهم القدرة للنكران والمقاومة وهؤلاء لا يمثلون إلا القليل من المدمنين .. أضف على ذلك أن جميع الأرقام والإحصائيات في مجال ( تجارة وإدمان المخدرات ) هي أرقام كاذبة وخادعة ذلك أن تجارة وإدمان المخدرات من الجرائم التي تمارس في الخفاء وبذلك فنحن لا نعلم العدد الحقيقي سواء لعدد المدمنين على المخدرات أو للكميات التي دخلت للبد من المخدرات وبهذا فنحن نعتمد على ما تم ضبطه من المخدرات وعلى ما تم علاجه من مدمنين لذلك تكون اغلب خططنا وحساباتنا وبرامجنا يشوبها الكثير من النقص .
وقد أثبتت إحدى الدراسات المحلية للباحث والتي أجريت حول ( 200 ) حالة من المدمنين على المخدرات ( حالات الإيواء بالمؤسسات العلاجية ) بأن معظم المتقدمين للعلاج من إدمان المخدرات هم من متعاطي المخدرات البيضاء ( الهيروين ) وبنسبة مئوية وصلت إلى 97 % ... وهم من المتعاطين عن طريق الحقن في الأوردة بنسبة مئوية وصلت إلى 84 % ... ولكن من خلال الضبطيات يتضح أن مخدر الحشيش هو الأكثر انتشاراً في جميع أنحاء ليبيا ، ولكن تبقى مسألة ومشكلة أن مخدر الحشيش لا يسبب الإدمان في ذهن الكثير من متعاطيه لذلك لا يتقدمون للعلاج رغم أن بعض أنواع الحشيش تسبب إدماناً أكثر من أي مخدر أخر ... وأشارت الدراسة بأن أغلب المدمنين ممن يقعون في الفئة السنية ما بين ( 18 – 35 ) سنة وذلك بنسبة 86 % ... وأن نسبة 78 % توقفوا عن الدراسة خلال المرحلتين الإعدادية والثانوية ... وأرجع أغلبهم أن سبب تعاطيه للمخدرات هم رفاق السوء والأصدقاء المتعاطين للمخدرات وذلك بنسبة وصلت إلى 79 % ... كما أشارت الدراسة بأن اغلب المدمنين على المخدرات لا يكتفون بمخدر واحد ولكن يتعاطون أكثر من نوع وكان ذلك بنسبة وصلت إلى 83 % ... كما أشارت الدراسة بان نسبة كبيرة جداً من المدمنين على المخدرات في ليبيا مارسوا أحد أنواع الجريمة ( خاصة السرقة ) لتوفير ثمن المخدرات بنسبة وان الإناث منهن مارسن الزنا لتوفير ثمن المخدرات ... وأشارت الدراسة أن نسبة 70 % من المدمنين هم ممن يعملون وان النسبة الباقية 30% كانوا من العاطلين أو ممن يعملون أحياناً ويتوقفون عن العمل ... وأشارت الدراسة بان نسبة 55 % من المدمنين تقدموا للعلاج بعد مرور ثلاثة سنوات على تعاطيهم للمخدرات وذلك بسبب قدرتهم على المقاومة خلال السنوات الأولي وظنهم بأنهم يستطيعون السيطرة على أنفسهم خلال فترة التعاطي ... وأشارت الدراسة بأن نسبة 76 % من المدمنين هم من فئة الأعزب وذلك بسبب أن المتعاطين للمخدرات يضعون مسالة الزواج في مراحل متأخرة من تفكيرهم .. وأشارت دراسة أخرى للباحث حول ( 600 ) حالة إدمان بأن نسبة 96 % من المتقدمين للعلاج كانوا من مدينة طرابلس ...
ومن الخصائص المحلية المميزة للمدمنين داخل المجتمع الليبي والتي استنتجت من الدراسات التي أقيمت حول المدمنين على المخدرات ما يلي
• أغلب حالات الإدمان على المخدرات تعلموا تدخين السجائر (التبغ) وشربوا الخمور واستنشقوا المواد الطيارة في سن مبكرة متوسطها (14 سنة) .
• عانى أغلب المدمنين على المخدرات من الهروب من المدرسة في المراحل الابتدائية والإعدادية وكذلك الفشل والتأخر الدراسي وتكرار الرسوب ورغم ذلك فنسبة الأمية بينهم تكاد تكون معدومة .
• أغلب المدمنين قاموا بتكوين عصابات في مراحل مبكرة من السن وتميزوا بالسرقة والكذب والعدائية واتخاذ الشخصيات المنحرفة قدوة ومثل .
• عانى أغلب المدمنين على المخدرات من ضعف الوازع الديني وانعدام الثقافة الدينية والفشل في المواظبة على الفروض الدينية .
• ارتباط حالات الإدمان بالأصدقاء ( خاصة من المتعاطين وتجار المخدرات ) أقوى من ارتباطهم بأسرهم وأقاربهم .
• عانى أغلب المدمنين من تدني في مفهوم الذات وتحقيق وتقدير الذات لديهم يكاد يكون معدوم .
• أغلب المدمنين تحصلوا على المخدرات بسهولة عن طريق الأصدقاء المتعاطين ( خلال فترة طلبهم للمخدرات ) وأغلب المدمنين عرفوا المخدرات وتعاطوها مجاناً خلال المرات الأولى من التعاطي .
• عانى أغلب المدمنين من مشاكل أسرية ( طلاق الوالدين ، انفصال الوالدين ، تعدد زواج الوالدين ، غياب الوالدين ، … وغيرها ) ومشاكل نفسية ( قلق ، خوف ، اكتئاب ، … وغيرها ) خاصة في مراحل حياتهم الأولى .
• أغلب المدمنين على المخدرات كانوا من سكان المدن حيث كسرت الوصمة الاجتماعية ، وإن كانوا من غير سكان المدن فهم من المترددين الدائمين أو شبه المقيمين بالمدن .
• أغلب حالات الإدمان اتجهوا نحو الجريمة في مرحلة من مراحل إدمانهم للمخدرات ( السرقة ، الانتحال ، التزوير مثلاً ) وتميزوا بعدم القدرة على السيطرة على انفعالاتهم العدوانية ضد النفس والآخرين وأنعدمت لديهم روح التسامح واختفت عندهم مشاعر الشعور بالذنب وأغلبهم لا يتعظ بالعقاب والإحساس والضمير لديهم من النوع الضعيف أو المتأرجح ولا يستطيعون السيطرة على نزواتهم وأهوائهم وهم من النوع الإمعة يميلون حيث يميل أصدقائهم .
• يتميز المدمنين بالبحث عن المتع الحسية وعدم القدرة على الحكم السليم على الأشياء وعدم القدرة على التصرف الجيد في المواقف المختلفة دون توجيه من أحد .
• يتميز أغلب المدمنين بالكتمان والشك في الآخرين والكذب والمراوغة والتصنع والتظاهر بالسلوك الحسن والجدل المنمق الزائف الكاذب .
• عانى أغلب المدمنين من اختفاء القدوة الحسنة في مراحل حياتهم الأولى ولم تلبى حاجاتهم النفسية والاجتماعية والتربوية بصورة حسنة في مرحلة الطفولة .
• عانى أغلب المدمنين من ضعف الرقابة الأسرية عليهم خلال مراحل حياتهم وكان ارتباط أسرهم بهم في المدرسة ضعيف جداً .
• العلاقة بين أفراد أسرة المدمن تسودها العدوانية والأنانية وبعد الارتباط العاطفي وسيطرة الأم على البيت وطغيان الجانب المادي على كل تصرفات الأسرة .
• عانى أغلب المدمنين من ترك العمل والفصل والطرد وعدم الالتزام المهني وكانت روح الإبداع لديهم ضعيفة ومعدومة وعانوا من الإفلاس وتوريط الأسرة بمشاكل الديون المالية مع الآخرين .
• تركزت معظم أعمار المدمنين بين السن 18 – 35 سنة وتقل نسبة المتعاطين للمخدرات البيضاء فوق سن الأربعين الذين قد يستمرون في تعاطي الخمور أو الحشيش حتى ما فوق الستين .
• أغلب المدمنين لا يكتفي بمخدر واحد فبعضهم يتعاطى الهيروين والحشيش والمؤثرات العقلية وقد يكون سبب ذلك الحالة المادية للمدمن التي تجبره على ذلك ورغم أن لكل فئة اقتصادية مخدر خاص حسب الحالة المادية إلا أن أغلبهم يتعاطون أنواع كثيرة من المخدرات وسببه البحث عن أكبر نشوة .
• يحاول أغلب المدمنين إخفاء أمر تعاطي رغم اكتشافه ولا يتقدم الأغلبية للعلاج برغبة شخصية صادقة وأغلب الذين تقدموا للعلاج كان بسبب (عدم وجود المخدر ، عدم وجود المال ، إرضاء للأسرة نتيجة ضغوطها ، هروب من مشكلة ما ) .
• بدأ أغلب المدمنين على المخدرات بتعاطي المخدرات الأقل أثراً أو خفيفة الأثر ثم تطور الأمر إلى مخدرات أخرى أقوى أثراً فمن النادر أن تجد مدمناً للهيروين تعاطاه مباشرة دون أن يتعاطى الحشيش .
• الفراغ والبطالة وضعف الوازع الديني ومرافقة المتعاطين وحب التجربة وضعف الرقابة على الأبناء أهم أسباب التعاطي لدى الأغلبية من حالات الإدمان على المخدرات .
• يتعاطى أغلب المدمنين على الهيروين بطريقة الحقن في الوريد لأنها أسرع أثراً وأقل تكلفة ولكن أغلبهم تعاطى الهيروين في البداية عن طريق الشم أو التدخين أو الحرق ويستخدم أغلبهم حقن مشتركة في التعاطي مما تسبب في نقل مرضى الإيدز والتهاب الكبد إلى آخرين .
• أغلب المدمنين ممن تقدموا للعلاج عادوا للتعاطي مرة أخرى وذلك بسبب عودتهم لنفس الجماعة السابقة وعدم اختفاء أسباب التعاطي وقصر مدة العلاج في بعض المصحات وعدم وجود الرغبة الصادقة في التخلص من المخدرات .
• يختفي لدى أغلب المدمنين الاهتمام بالهوايات والاهتمامات الرياضية والثقافية والاجتماعية ويعاني أغلبهم من الوحدة والعزلة والانطواء والنظرة السوداوية للحياة .[b]