المرأة والمخدرات ..

مقدمة
هل توجد مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات بين النساء في ليبيا ؟
ما هي أسباب تعاطي النساء للمخدرات ؟
أيهما أكثر خطورة على المجتمع إدمان الرجال أم النساء ؟
لماذا تستهدف النساء أكثر من الرجال من قبل تجار المخدرات ؟
لماذا يرتبط إدمان النساء للمخدرات بممارسة الدعارة ؟
لماذا تلتصق الوصمة الإجتماعية للمخدرات بالنساء أكثر من الرجال ؟
ما هي الخصائص المميزة للنساء المدمنات وتاجرات المخدرات ؟
زوجة المدمن هل يمكن أن تتحول لمدمنة أو تاجرة مخدرات ؟
ما هي طرق الوقاية من المخدرات حسب وجهة نظر النساء ؟

ولكن ما يجب الإشارة إليه أن الأسباب المؤدية للإنحراف والإدمان ليست عوامل ناقلة من السواء إلى الإنحراف ولكنها عوامل يصبح معها الفرد أضعف مقاومةً للإنحراف ويصبح في حالة يكون معها أكثر إستجابة وإستعداداً للإنحراف مقارنة بالآخرين ، فهي حالة الإستعداد لإرتكاب الفعل المنحرف ومع شدة هذه الأسباب ينتقل من حالة الإستعداد إلى الممارسة الفعلية للإنحراف بمختلف أنواعه.

هذه بعض الأسئلة التي أحاول جاهداً الإجابة عليها من هذه الورقات لبسيطة في محاولة لوضع بعض النقاط التي رأيت أنها بدأت في الإنتشار ، أما النقاط التي لم أجب عليها فعليكم البحث جميعاً للإجابة عنها فلعل لدى أحدكم إجابة شافية أكثر من إجابتي.

كشفت دراسة لمكتب الخدمة الإجتماعية بإدارة حماية الآداب عن 50 فتاة متعاطية للمخدرات تتراوح أعمارهن بين 18 : 37 سنة وعن بعض المؤشرات الخطيرة التي بدأت تنتشر داخل المجتمع الليبي خلال السنوات الأخيرة ، ورغم أن المشكلة بين النساء تكون كبيرة مهما كانت صغيرة إلا أن هذه الدراسة لم يتم فيها تحديد حقيقي لحجم المشكلة بين الإناث رغم أن الشارع والمدمنين من الرجال يتحدثون عن وجود الكثير من النساء المتعاطيات والمدمنات لكافة أنواع المخدرات ، وأوضحت الدراسة عن وجود إرتباط بين تعاطي النساء للمخدرات والدعارة فأشارت الدراسة عن وجود 20 % من عينة الدراسة كانت لديهم قضايا سابقة متعلقة بالدعارة وبعضهن لديهن قضايا سرقة وإختطاف ، كما أوضحت الدراسة أن هناك 90 % من المتعاطيات يعانين من ضعف الرقابة الأسرية وفي دراسة للجمعية الوطنية الليبية لمكافحة المخدرات بقسم النساء بمؤسسة الإصلاح والتأهيل إتضح أن هناك 20 % من النزيلات دخلن المؤسسة بقضايا شرب خمر ، 60 % منهن بتهم زنا ، وبينهن مدمنات للمخدرات ، 10 % قضايا سرقة بعضهن لأجل التعاطي ، ومما يجدر الإشارة إليه أن الشرطة النسائية كان لديها أعداد كبيرة من مدمنات المخدرات أغلبهن مصابات بالإيدز وإلتهاب الكبد الوبائي المختلفة ، ومن ناحية أخرى تشير الدراسات التي أجريت في مصر أن المرأة لها دور كبير في تجارة المخدرات قد تفوق دور الرجل وأن عدد المدمنات من النساء في تزايد مستمر وأن دور المرأة في تجارة المخدرات أطول عمراً من الرجل وأقل تعرضاً لخطر القبض وأشارت الدراسة أن متوسط عمل المرأة في تجارة المخدرات قبل أن يتم القبض عليها أول مرة هو 6 سنوات وأن إشتغال المرأة بالمخدرات تعاطياً وتجارة يكون شبه مؤكد عندما تكون المرأة إبنة أو أخت أو زوجة لمدمن أو تاجر المخدرات.

ولكن لماذا تتعاطى وتتاجر النساء بالمخدرات ؟

إن أسباب تعاطي النساء للمخدرات لا تختلف كثيراً عن أسباب تعاطي الرجال ولكن الوصمة الإجتماعية التي ترتبط بالمرأة تكون أكبر من إرتباطها بالرجل لإعتبارات منها (الوصمة الإجتماعية التي أصبحت تسيطر علي تصرفاتنا) وبالإضافة إلى أسباب مثل الفراغ وسوء التوافق النفسي وإضطراب الشخصية وحب التجربة والجهل بالمخدرات وغيرها من الأسباب المؤدية للتعاطي ، فإن تجار المخدرات يقومون بإستغلال كافة هذه الظروف الأسرية والإقتصادية والإجتماعية المواتية للإيقاع بالمرأة في عمليات جلب المخدرات ، لذلك بدأ تجار المخدرات يعتمدون كثيراً على إستخدام النساء سواء في إيقاع الرجال من تعاطي المخدرات أو في جلب المخدرات ، ويلجأ تجار المخدرات لشتى الحيل التي قد توقع بالمرأة ومنها فخاخ الحب والزواج وظروف سجن الأب أو الزوج أو طلاق المرأة أو موت الزوج.
ومما يجدر الإشارة إليه أن إدمان المخدرات والتجارة فيها بالنسبة للمرأة تعنى إرتكاب جرائم أخرى أهمها جرائم الدعارة والتحريض على الفسق ، حيث يصبح ذلك أمر هين بالنسبة للمرأة بعد إدمان المخدرات مع ملاحظة أن البدء بممارسة الدعارة لا يستلزم اللجوء للمخدرات إلا في حالات نادرة ، وذلك يعني أن جرائم تعاطي وإدمان وتجارة المخدرات هي جرائم مركبة تنشئ مضاعفات إجرامية خطيرة على المجتمع ومواطنيه من أخطرها الأمراض المتعلقة بالمخدرات والجنس ، وهي الإيدز وإلتهاب الكبد مع إنتشار الإنحرافات السلوكية والأخلاقية داخل المجتمع لأن مدمني المخدرات يرتكبون أي شئ في سبيل الحصول على المخدرات.
ومن ضمن أهم الأسباب التي تدفع المرأة للتعاطي أو التجارة الجو الذي تعيشه المرأة مع زوج مدمن أو تاجر للمخدرات وسط الإحباط والقهر والخوف وتدهور العلاقة الزوجية بكل معانيها وأبعادها العاطفية والجنسية (ضعف القدرة الجنسية وأنطفائها) والإجتماعية وما يترتب على ذلك من مشاكل داخل الأسرة قد يجعل من المرأة (الزوجة) فريسة سهلة للوقوع في حبائل الإدمان خصوصاً إذا إستمر الزوج في التعاطي والإدمان والأمثلة على ذلك كثيرة (سواء على المستوى المحلي أو الخارجي) فإصرار الزوج على أن تشاركه زوجته (كأس الخمر أو سيجارة الحشيش أو حقنة الهيروين) كي تخفف عنها المعاناة والآلام والقلق والإكتئاب وتبعث على الإنشراح والفرح والسرور ووسط هذا الحديث ونتيجة (للأثر الكلامي) قد تستجيب الزوجة وتجرب المخدرات وقد تصبح بعد ذلك مدمنة أكثر من الزوج ، كما أن زوجة مدمن الهيروين قد تقبل أن تشتري لزوجها المدمن مخدر الهيروين خوفاً من ظهور الأعراض الإنسحابية للمخدر والتي تعتقد أنه سيموت نتيجة ألمها الشديد ، وكلما تألمت المرأة وعانت من الصداع والقلق والإكتئاب (أعراض نفسية) عرض عليها الزوج المدمن الهيروين (يعتقد أغلب المدمنين أنها مشاركة وجدانية) ولأن الزوجة لاحظت أن آلامه قد إختفت تماماً عندما تعاطى الهيروين فقد تتعاطى الزوجة الهيروين نتيجة لأثر الملاحظة ، وبذلك تصبح مدمنة هيروين ، وبما أن المرأة أقل لفتاً لنظر رجال الأمن من الرجل فقد يقنعها الزوج بشراء بعض المخدرات وبيعها لتحسين الوضع المادي للأسرة (سبب إقتصادي) وقد ترضى وتصبح تاجرة مخدرات ، كما أن تردد المدمنين على بيت أحد المدمنين بإستمرار صحبة عدد من النساء قد يدفع بالزوجة للمشاركة في ذلك (أثر المخالطة للمتعاطين).

أثر البيئة الإقتصادية كسبب للتعاطي والإنحراف (الفقر والغنى) :-
أوضحت إحدى الدراسات حول العلاقة بين (الفقر والإدمان والإنحراف) أن النسبة بين (85 : 95) من حالات الإدمان والإنحراف بإيطاليا كانت بين الفقراء ، كما أرجع العالم الهولندي (بونجر) الجريمة بمختلف أنواعها إلى الفقر والحاجة إلى المال ، ويشير (سدرلاند) أن أغلب الدراسات في العالم توصلت إلى نتائج مفادها أن المتعاطين والمدمنين والمنحرفين يتركزون في الطبقة الدنيا إقتصادياً.
ويرى فريق آخر من الباحثين عكس ذلك حيث يرون أن الثروة الطائلة تؤدي كذلك للإنحراف وتعاطي المخدرات ، حيث يرى (لمبروزو) ، أن الثروة المكتسبة على عجل وبغير أن تكون مدعمة بخلق سام ومثل وقيم عليا (دينية وأخلاقية) تكون مصدراً للشر والإنحراف.
وترى نظرية (تارد) أن الإدمان والإنحراف لا يرجع للفقر أو الغنى بقدر ما يرجع إلى الهبوط الشديد نحو الفقر والبؤس أو الصعود المفاجئ نحو الثراء الفاحش ، وتنفي أغلب الدراسات القول بأن الأغنياء هم فقط من يتعاطى المخدرات وترى أن الصواب هو أن الأغنياء هم من يتعاطون المخدرات الأغلى (الهيروين والكوكايين والإكستاسي وإل إس دي) وأن الفقراء يتعاطون المخدرات الأرخص (بعض أنواع الحشيش) وأن لكل مستوى إقتصادي مخدرات خاصة به ، ورغم ذلك يسعى تجار المخدرات لتوريط الشباب في تعاطي المخدرات الأغلى وعندما يفشلون في توفير ثمنها فإن (السرقة والدعارة والإنحراف) هي السبيل للحصول عليها.
ومن الظروف الإقتصادية كذلك إنتشار البطالة وإتخاذ المخدرات مصدر رزق ومصدر من مصادر الدخل.

الخصائص المميزة للمدمنات وتاجرات المخدرات :-
تشير أغلب الدراسات والكتب أن للمدمنات وتاجرات المخدرات خصائص واضحة وهي واحدة في أغلب المجتمعات وهي :-
• اللاأخلاقية الأسرية :- حيث أن الوسط العائلي لأسر المدمنات يعكس بيئة مضادة للمجتمع حيث أن البيئة العائلية تلعب دور هام في دفع المرأة نحو الإنحراف والإدمان (سواء من جهة الزوج أو الأخوة أو الوالد) (أثر القدوة) كما أن حالات الإنفصال والطلاق والمشاكل الأسرية (سبب ونتيجة) وخاصية مميزة للمدمنات ، كما أن هناك من المدمنات والتاجرات للمخدرات من يقمن بتدريب أبنائهن من الجنسين على تجارة المخدرات خاصةً بعد وفاة أو بسجن أو هروب (العائل) للأسرة ، وقد أشارت إحدى الدراسات بأمريكا أن التفكك الأسري هو السبب المباشر لإدمان 38 % من مجموع النزيلات بأحد سجون النساء بأمريكا ، أما المدمنات المتزوجات فيعانين من سوء الإستقرار الزوجي والتعرض للطلاق عدة مرات من عدة أزواج ، أوضحت إحدى الدراسات في مصر أن 79 % من عينة الدراسة تعاطين المخدرات وتاجرن بها وهن على ذمة الزوج الأول الذي كان مدمناً أو تاجراً للمخدرات وتشير نفس الدراسة أنه كلما زاد عدد البنات في أسرة واحدة كلما ضعفت الرقابة الأسرية عليهن مما يتسبب في إنحراف بعضهن كما أن أخطاء التنشئة الإجتماعية تؤدي للتدريب الإجتماعي الخاطئ أو الناقص مما يؤثر سلباً على الأبناء.

• الإنحراف في سن مبكرة ، وهي خاصية تشمل الجنسين من المتعاطين وتتمثل هذه الإنحرافات في :-
• التدخين في سن مبكرة (المرحلة الإبتدائية من التعليم).
• الهروب من المدرسة في المراحل من التعليم.
• الهروب من المدرسة والغياب عن المنزل في المراحل الأولى للطفولة.
• ممارسة بعض الإنحرافات (السرقة + الكذب) في مرحلة الطفولة.
• تكوين عصابات في مرحلة الطفولة سواء بالمدرسة أو الشارع.
• التشرد والتسول في مرحلة الطفولة.
• إتخاذ أحد المنحرفين (قدوة ومثل أعلى).

• وجود متعاطي أو مدمن في الأسرة (قدوة سيئة في الأسرة) ، وتشير الدراسات إلى وجود خاصية مشتركة بين أغلب المدمنات وهي وجود قدوة سيئة بالأسرة ولكن ليس إشتراطاً أن يكون مدمناً ولكن الأب السارق والخائن والأم المستهترة والخائنة والمنحرفة كثيراً ما تربي أطفالاً يكون أقرب للإنحراف من غيرهم والإدمان أهم أحد هذه الإنحرافات :-
• التصرف بسرية والتكتم والحذر في بداية التعاطي والإنهيار وسوء التوازن الإنفعالي والنفسي والإجتماعي والتصرف دون مراعاة للآداب والتقاليد والقوانين السائدة في المجتمع في المراحل المتقدمة من الإدمان.
• البحث عن المتع الحسية المادية والبحث عن الإثارة والإنطلاق دون هدف وعدم الإهتمام بالأمور المعنوية.
• الإنحرافات الجنسية واللجوء للدعارة والبغاء والتحريض على الفسق والإنحلال والإباحية والإصابة بحالات البرود الجنسي.
• الإصابة بالعقم في أحيان كثيرة والإجهاض المتكرر ولإنجاب أطفال معاقين ومشوهين وإنجاب أطفال مدمنين منذ الولادة.
• تعاطي المخدرات وممارسة الدعارة في السنوات الأولى من الإنحراف والعمل بتجارة المخدرات في سن أكبر.
• التعرض للسجن في قضايا مختلفة,
• العدوانية ضد الآخرين والمجتمع وأحياناً ضد النفس.
• النبذ الإجتماعي من الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران.
• الثراء الفاحش المفاجئ في حالة التجارة في المخدرات ، والفقر الشديد في حالة التعاطي والإدمان.
• إخفاء الإسم الحقيقي والتعامل بإسم مستعار.

• طرق الوقاية من المخدرات :-
في دراسة أجريت بالكويت عن طرق الوقاية من المخدرات حسب وجهة نظر النساء كانت النتائج مرتبة حسب أولويتها على النحو التالي :-
• التنشئة الإجتماعية الصحيحة للأبناء.
• زيادة التوعية الإعلامية.
• تقوية الوازع الديني.
• الإبتعاد عن رفقاء السوء.
• شغل أوقات الفراغ.
• تشديد الرقابة على المنافذ.
• مراقبة الأسرة لأبنائها.
• حل مشكلة البطالة بين أفراد المجتمع.
• تقوية الإرادة عند الأفراد.
• الإبتعاد عن التدخين.

وفي دراسة محلية للباحث عن 100 حالة إدمان هيروين من الذكور أوضحوا طرق الوقاية من المخدرات فكانت النتائج مرتبة حسب أولويتها على النحو التالي :-
• القضاء على الفراغ والبطالة بين الشباب.
• محاربة تجار الموت وتشديد العقوبة عليهم.
• التركيز على التوعية والإرشاد لأضرار المخدرات.
• تشديد الرقابة عن المنافذ والحدود البحرية والبرية.
• التركيز على دور الأسرة في التربية.

وفي دراسة للباحث عن 50 طالب جامعي من الذكور والإناث عن طرق الوقاية من المخدرات فكانت النتائج مرتبة حسب أولويتها على النحو التالي :-
• تشديد العقوبة على التجار وتنفيذ عقوبة الإعدام.
• توعية الشباب بأخطار المخدرات على الأفراد والمجتمعات.
• التنشئة الإجتماعية الجيدة للأبناء.
• التنشئة الدينية للأبناء تقلل من الإتجاه للإنحراف.
• إستهجان المجتمع للمخدرات والنبذ الإجتماعي لتجار المخدرات.
• إنشاء مراكز علاجية وتزويدها بالأخصائيين النفسيين والإجتماعيين.
• الرقابة الأسرية والمدرسية على الأبناء والتلاميذ.

فى البداية مشكورعلى موضوعاتك المتميزة غير أنى أرى أنه بالإضافة الى ما ذكرت أن من الأسباب المهمة لإنتشارمجموعة من الأفات الضارة ومن بينها تعاطى المخدرات بين النساء على الخصوص إنتشارالنزعة المادية فى المجتمع وإعتبار المال من أهم مقومات الحياة والسعى للحصول عليه باي وسيله كانت وهذا الرأى منتشر على وجه الخصوص بين النساء وأصبح تقييمهن للرجال على هذا الأساس وأنى أرى أن إنتشار افة كهذه فى المجتمع يعتبرحجر أساس للعديد من الأفات والمشكلات الإجتماعية

تدمن الفتاة للإدمان بسبب

الهروب من الواقع ,, حينما تمر بحياة أليمه ضغوطات .. شعور بالنقص .. عدم تلبية متطالباتها .. الخ

الإنجراف مع رفيقات السوء

(( أهم عامل))

وسائل الإعلام ,, والتي تدس السم في العسل ..

.ضعف الوازع الديني ..

ما نظرة المجتمع والناس للفتاة المدمنه ؟
نظرة استحقار واستهجان ,, والبعض ينظر لها نظرة العطف والرحمه لما وصلت اليه من حال يرثى له ..

وهل هي نظرة متساويه بالنسبة للشباب .؟
امممم ,, لا .. حسب معلوماتي فإدمان الفتيات أقل بكثير من ادمان الشباب ,, فلذلك تكون نظرة المجتمع أكثر استغرابا واستهجانا

- ما ردة فعلك عند اكتشافك ( لا سمح الله ) أحد قريباتك مدمنة ؟

الإيمان بقضاء الله وقدره ((مع)) عدم اليأس والمسارعة لمساعدتها على العلاج ,, والاتصال بالمستشارين وطلب المعونة منهم ,,
والدعم المعنوي مع إشعارها بالأمان وان العلاج سيحدث بسريه تامة .. تنمية الوازع الديني .. وتقوية العزيمة والإرادة للعلاج لديها

تقول سميرة:نشأت يتيمة اذ توفي والدي وانا في سن صغيرة ولا اكاد اتذكره .. اسرة غير مترابطة ... التراحم والتعاطف والتكاتف لا مكان له في منزلنا ... تلقيت تعليمي حتى المرحلة المتوسطة حيث تقدم لخطبتي شاب لا اعرفه ومن دون استشارتي وافق شقيقي الاكبر ووافقت والدتي عليه كزوج لي !! كنت في الخامسة عشرة من عمري لا خبرة لي في الحياة تقاربنا اكثر في فترة الخطوبة وتم الزواج وفي ليلة ((الدخلة)) اعطاني زوجي سيجارة لادخنها لكنني رفضت بشدة وامام اصراره تناولت السيجارة بعد ان اشعلها لي حتى اتجنب المشاكل من اليوم الاول لكن ليتني لم اوافقه على ذلك حيث اعتاد ان يعطيني السجائر.

ومع الوقت بدأت يدي تمتد بشكل يومي الى علبة سجائره وبدأنا ندخن يوميا حتى حدث الحمل الاول فنصحتني الطبيبه بالتوقف عن التدخين لما يسببه من ضرر على الجنين وفعلا توقفت وبعد ان وضعت جنيني قدم لي زوجي سيجارة لكنها كانت مختلفة فبمجرد ان اشعلتها شعرت انها غير عادية لكنه قال لي ان ذلك بسبب الحمل وبعد مدة من تناول نوعية هذه السجائر علمت انها تحتوي على مادة الهروين وحاولت ان ابتعد عنها ولكن بعد فوات الاوان حيث لم أتمكن من ذلك وتطورت الامور وبدأت اتعاطها عن طريق الابر.

فصل زوجي من الوظيفة واطررنا للتنقل من مدينتنا الى مدن اخرى ولكن لم يتوفر الهروين بهذه المدن وفي ظل هذه المعانه قررت العودة الى مدينتي وطلب الطلاق من زوجي

وبعد عودتي الى مدينتنا ذهبت الي شقيقي الاكبر لعله ينقذني من هذا الجحيم الذي اراده لي زوجي لكن المفاجاة ان اخي ايضا كان يتعاطى الهروين ومن هنا توفر لي الهروين مره اخرى وعدة اليه بعد غياب ولم تمضي ايام الا بدأت بيني وبين شقيقي المشاكل وهربت من المنزل وبدأت ابحث عن شقة اسكن فيها بمفردي وبالفعل تمكنت من ايجاد غرفة تاويني عشت فيها بمفردي وبدات ابيع ما املك من ذهب لأنفقه على الكيف

*كم ثمن الحقنة ومن اين لك بالمال؟

-الحقنة ثمنها مأئة ديناروهذا يعني انني كنت انفق على المخدرات مائتي ديناريومياً عن طريق الاستدانة من الناس.

*هل انحرفتي اخلاقيا ؟

-لا ولن اجيب اكثر من ذلك!

نوف فتاة في العشرين من عمرها امها مطلقة ووالدها توفي قبل خمس سنوات جاءت من مدينتنا لتنقذ نفسها من عذاب الادمان تقول:كنت اعيش مع والدتي فانا البنت الوحيدة .. لي اخ شقيق في مدينة أخرى .. حياتي كانت عادية امي لم تكن قريبة مني او تعرف مشاكلي فقد كانت قاسية جدا في تربيتي .. تضربني لاقل الاسباب مما جعلني اكرهها واكره زوجها لا شعوري لأنه اخذ مكان ابي الذي تزوج من سيدة اخرى وانجب منها ثلاثة ابناء لا اعرفهم .. والدي كان حنونا جدا لكن قسوة امي حرمتني اكثر من اثني عشر عاما من رؤيته وفي احد الايام اقنعت امي ان اذهب لزيارته في بيته وكان لقاء لا يمكن وصفه حيث غمرني بحنانه وعطفه وشعرت انني ولدت من جديد وان الله سيعوضني عن سنوات العذاب التي قضيتها مع والدتي لكن شاءت الاقدار ان يتوفي والدي بعد ثلاثة ايام فقط عدت بعد العزاء مجبرة الى بيت والدتي وعادت المشاكل من جديد حتى وصلت لمرحلة اليأس وحاولت الانتحار .. وبحثت عن شي ينسيني هذا العذاب

تواصل حديثها قائلة :كانت لي صديقة حميمة تعرف كل تفاصيل حياتي والماساة التي اعيشها نصحتني بالتدخين وقالت لي ان السيجارة ستخفف عنك وبدات ادخن معها وفي احد الايام قالت لي: معي هدية خاصة وعندما اشعلتها ووجدت انها مختلفة في الطعم والرائحة سالتها عن السر قالت انها محشوة بالحشيش انجذبت لهذا النوع وبدات ابحث عن الاموال التي تساعدني على الحصول عليه بعت ما املك من ذهب ثم أتجهت الى اساليب اخرى حيث ان ((صاروخ)) الحشيش يترواح سعره بين العشرة والعشرين دينار وكنت ادخن خمسة ((صواريخ)) يوميا لقد عشت في هذه الدوامة اكثر من ثلاث سنوات استيقظ ضميري وقررت الخروج من هذه الدوامة ..

جزاك الله خير وبارك الله فيك

مشكور على المعلومات المفيدة

تقبل مروري

تحياتي لك